(
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ( 96 )
فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ( 97 ) )
يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس ، أي : لعموم الناس ، لعبادتهم ونسكهم ، يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده (
للذي ببكة ) يعني : الكعبة التي بناها
إبراهيم الخليل [ عليه السلام ] الذي يزعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه ، ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه . ولهذا قال : (
مباركا ) أي وضع مباركا (
وهدى للعالمين )
وقد قال الإمام
أحمد : حدثنا
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
إبراهيم التيمي ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820839عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال قلت : يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : " المسجد الحرام " . قلت : ثم أي ؟ قال : " المسجد الأقصى " . قلت : كم بينهما ؟ قال : " أربعون سنة " . قلت : ثم أي ؟ قال : ثم حيث أدركت الصلاة فصل ، فكلها مسجد " .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ومسلم ، من حديث
الأعمش ، به .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا
سعيد بن سليمان ، حدثنا
شريك عن
مجالد ، عن
الشعبي عن
علي في قوله تعالى : (
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ) قال : كانت البيوت قبلة ، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله [ تعالى ] .
[ قال ] وحدثنا أبي ، حدثنا
الحسن بن الربيع ، حدثنا
أبو الأحوص ، عن
سماك ، عن
خالد [ ص: 78 ] بن عرعرة قال : قام رجل إلى
علي فقال : ألا تحدثني عن البيت : أهو أول بيت وضع في الأرض ؟ قال لا ، ولكنه أول بيت وضع فيه البركة مقام إبراهيم ، ومن دخله كان آمنا . وذكر تمام الخبر في كيفية بناء
إبراهيم البيت ، وقد ذكرنا ذلك مستقصى في سورة البقرة فأغنى عن إعادته .
وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا . والصحيح قول
علي [ رضي الله عنه ] فأما الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في بناء الكعبة في كتابه دلائل النبوة ، من طريق
ابن لهيعة ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
أبي الخير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا :
" بعث الله جبريل إلى آدم وحواء ، فأمرهما ببناء الكعبة ، فبناه آدم ، ثم أمر بالطواف به ، وقيل له : أنت أول الناس ، وهذا أول بيت وضع للناس " فإنه كما ترى من مفردات
ابن لهيعة ، وهو ضعيف . والأشبه ، والله أعلم ، أن يكون هذا موقوفا على
عبد الله بن عمرو . ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك ، من كلام أهل الكتاب .
وقوله تعالى : (
للذي ببكة )
بكة : من أسماء مكة على المشهور ، قيل سميت بذلك لأنها تبك أعناق الظلمة والجبابرة ، بمعنى : يبكون بها ويخضعون عندها . وقيل : لأن الناس يتباكون فيها ، أي : يزدحمون .
قال
قتادة : إن الله بك به الناس جميعا ، فيصلي النساء أمام الرجال ، ولا يفعل ذلك ببلد غيرها .
وكذا روي عن
مجاهد ، وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان .
وذكر
حماد بن سلمة ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : مكة من الفج إلى التنعيم ، وبكة من البيت إلى البطحاء .
وقال
شعبة ، عن
المغيرة ، عن
إبراهيم : بكة : البيت والمسجد . وكذا قال
الزهري .
وقال
عكرمة في رواية ،
nindex.php?page=showalam&ids=17188وميمون بن مهران : البيت وما حوله
بكة ، وما وراء ذلك
مكة .
وقال
أبو صالح ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي ، وعطية [ العوفي ] nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان :
بكة موضع البيت ، وما سوى ذلك
مكة .
وقد ذكروا
لمكة أسماء كثيرة :
مكة ، وبكة ، والبيت العتيق ، والبيت الحرام ، والبلد الأمين ، والمأمون ، وأم رحم ، وأم القرى ، وصلاح ، والعرش على وزن بدر ، والقادس ، لأنها تطهر من الذنوب ، والمقدسة ، والناسة : بالنون ، وبالباء أيضا ، والحاطمة ، والنساسة ، والرأس ، وكوثى ، والبلدة ، والبنية ، والكعبة .
[ ص: 79 ] وقوله : (
فيه آيات بينات ) أي : دلالات ظاهرة أنه من بناء إبراهيم ، وأن الله تعالى عظمه وشرفه .
ثم قال تعالى : (
مقام إبراهيم ) يعني : الذي لما ارتفع البناء استعان به على رفع القواعد منه والجدران ، حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل ، وقد كان ملتصقا بجدار البيت ، حتى أخره
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في إمارته إلى ناحية الشرق بحيث يتمكن الطواف ، ولا يشوشون على المصلين عنده بعد الطواف ، لأن الله تعالى قد أمرنا بالصلاة عنده حيث قال : (
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ البقرة : 125 ] وقد قدمنا الأحاديث في ذلك ، فأغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .
وقال
العوفي عن
ابن عباس في قوله : (
فيه آيات بينات مقام إبراهيم ) أي : فمنهن مقام إبراهيم والمشعر .
وقال
مجاهد : أثر قدميه في المقام آية بينة . وكذا روي عن
عمر بن عبد العزيز ، والحسن ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان ، وغيرهم .
وقال
أبو طالب في قصيدته :
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة على قدميه حافيا غير ناعل
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمرو الأودي قالا حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، حدثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء ، عن
ابن عباس في قوله : (
مقام إبراهيم ) قال : الحرم كله مقام إبراهيم . ولفظ
عمرو : الحجر كله مقام إبراهيم .
وروي عن
سعيد بن جبير أنه قال : الحج مقام إبراهيم . هكذا رأيت في النسخة ، ولعله الحجر كله مقام إبراهيم ، وقد صرح بذلك
مجاهد .
وقوله : (
ومن دخله كان آمنا ) يعني :
حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء ، وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وغيره : كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
أبو يحيى التيمي ، عن
عطاء ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قوله : (
ومن دخله كان آمنا ) قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت ، ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى ، فإذا خرج أخذ بذنبه .
وقال الله تعالى : (
أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) [ العنكبوت : 67 ] وقال تعالى : (
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) [ قريش : 3 ، 4 ] وحتى إنه من جملة تحريمها حرمة اصطياد صيدها وتنفيره عن أوكاره ، وحرمة قطع أشجارها وقلع
[ ص: 80 ] حشيشها ، كما ثبتت الأحاديث والآثار في ذلك عن جماعة من الصحابة مرفوعا وموقوفا .
ففي الصحيحين ، واللفظ
لمسلم ، عن
ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820840 " لا هجرة ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا " ، وقال يوم الفتح فتح مكة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820841 " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ، ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ، ولا ينفر صيده ، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ، ولا يختلى خلاها . فقال العباس : يا رسول الله ، إلا الإذخر ، فإنه لقينهم ولبيوتهم ، فقال : " إلا الإذخر " .
ولهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، مثله أو نحوه ولهما واللفظ
لمسلم أيضا عن
أبي شريح العدوي أنه قال
لعمرو بن سعيد ، وهو يبعث البعوث إلى
مكة : ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به ، إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820349 " إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرة ، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له : إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب " فقيل
لأبي شريح : ما قال لك
عمرو ؟ قال : أنا أعلم بذلك منك يا
أبا شريح ، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخزية .
وعن
جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820842 " لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح " رواه
مسلم .
وعن
عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، وهو واقف
بالحزورة في سوق مكة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820843 " والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " .
رواه الإمام
أحمد ، وهذا لفظه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه . وقال
الترمذي : حسن صحيح وكذا صحح من حديث
ابن عباس نحوه ، وروى
أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، نحوه .
[ ص: 81 ] وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان حدثنا
أبو عاصم ، عن
زريق بن مسلم الأعمى مولى بني مخزوم ، حدثني
زياد بن أبي عياش ، عن
يحيى بن جعدة بن هبيرة ، في قوله تعالى : (
ومن دخله كان آمنا ) قال : آمنا من النار .
وفي معنى هذا القول الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا
أحمد بن عبيد ، حدثنا
محمد بن سليمان الواسطي ، حدثنا
سعيد بن سليمان ، حدثنا
ابن المؤمل ، عن
ابن محيصن ، عن
عطاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824389 " من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة ، وخرج مغفورا له " : ثم قال : تفرد به
عبد الله بن المؤمل ، وليس بقوي .
وقوله : (
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) هذه آية
وجوب الحج عند الجمهور . وقيل : بل هي قوله : (
وأتموا الحج والعمرة لله ) [ البقرة : 196 ] والأول أظهر .
وقد وردت الأحاديث المتعددة بأنه أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده ، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا ، وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع .
قال الإمام
أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أخبرنا
الربيع بن مسلم القرشي ، عن
محمد بن زياد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820844 " أيها الناس ، قد فرض عليكم الحج فحجوا " . فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو قلت : نعم ، لوجبت ، ولما استطعتم " . ثم قال : " ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " . ورواه
مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، به نحوه .
وقد روى
سفيان بن حسين ، nindex.php?page=showalam&ids=16046وسليمان بن كثير ، وعبد الجليل بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=16892ومحمد بن أبي حفصة ، عن
الزهري ، عن
أبي سنان الدؤلي - واسمه يزيد بن أمية - عن
ابن عباس قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824779 " يا أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج " . فقام الأقرع بن حابس فقال : يا رسول الله ، أفي كل عام ؟ قال : " لو قلتها ، لوجبت ، ولو وجبت لم تعملوا بها ، ولم تستطيعوا أن تعملوا بها ، الحج مرة ، فمن زاد فهو تطوع " .
رواه
أحمد ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث
الزهري ، به . ورواه
شريك ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، بنحوه . وروي من حديث أسامة يزيد .
[ ص: 82 ] [ و ] قال الإمام
أحمد : حدثنا
منصور بن وردان ، عن
علي بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن
أبي البختري ، nindex.php?page=hadith&LINKID=820846عن علي قال : لما نزلت : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) قالوا : يا رسول الله ، في كل عام ؟ فسكت ، قالوا : يا رسول الله ، في كل عام ؟ قال : " لا ، ولو قلت : نعم ، لوجبت " . فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) [ المائدة : 101 ] .
وكذا رواه
الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، من حديث
منصور بن وردان ، به : ثم قال
الترمذي : حسن غريب . وفيما قال نظر ، لأن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قال : لم يسمع
أبو البختري من
علي .
وقال
ابن ماجه : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا
محمد بن أبي عبيدة ، عن أبيه ، عن
الأعمش ، عن
أبي سفيان ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3500881عن أنس بن مالك قال : قالوا : يا رسول الله ، الحج في كل عام ؟ قال : " لو قلت نعم ، لوجبت ، ولو وجبت لم تقوموا بها ، ولو لم تقوموا بها لعذبتم " .
وفي الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء ، عن
جابر ، nindex.php?page=hadith&LINKID=820847عن سراقة بن مالك قال : يا رسول الله ، متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : " لا ، بل للأبد " . وفي رواية : " بل لأبد أبد " .
وفي مسند الإمام
أحمد ، وسنن
أبي داود ، من حديث
واقد بن أبي واقد الليثي ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820848أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجته : " هذه ثم ظهور الحصر " يعني : ثم الزمن ظهور الحصر ، ولا تخرجن من البيوت .
وأما الاستطاعة فأقسام : تارة يكون الشخص مستطيعا بنفسه ، وتارة بغيره ، كما هو مقرر في كتب الأحكام .
قال
أبو عيسى الترمذي : حدثنا
عبد بن حميد ، أخبرنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
إبراهيم بن يزيد قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16984محمد بن عباد بن جعفر يحدث
nindex.php?page=hadith&LINKID=820849عن ابن عمر قال : قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من الحاج يا رسول الله ؟ قال : " الشعث التفل " فقام آخر فقال : أي الحج أفضل يا رسول الله ؟ قال : " العج والثج " ، فقام آخر فقال : ما السبيل يا رسول الله ؟ قال : " الزاد والراحلة " .
[ ص: 83 ] وهكذا رواه
ابن ماجه من حديث
إبراهيم بن يزيد وهو الخوزي . قال
الترمذي : ولا نعرفه إلا من حديثه ، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه . كذا قال هاهنا . وقال في كتاب الحج : هذا حديث حسن .
[ و ] لا يشك أن هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات سوى
الخوزي هذا ، وقد تكلموا فيه من أجل هذا الحديث .
لكن قد تابعه غيره ، فقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله العامري ، حدثنا
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، nindex.php?page=hadith&LINKID=820850عن nindex.php?page=showalam&ids=16984محمد بن عباد بن جعفر قال : جلست إلى عبد الله بن عمر قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ما السبيل ؟ قال : " الزاد والراحلة " . وكذا رواه
ابن مردويه من رواية
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، به .
ثم قال
ابن أبي حاتم : وقد روي عن
ابن عباس ، وأنس ، والحسن ، ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ، وقتادة - نحو ذلك .
وقد روي هذا الحديث من طرق أخر من حديث
أنس ، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة كلها مرفوعة ، ولكن في أسانيدها مقال كما هو مقرر في كتاب الأحكام ، والله أعلم .
وقد اعتنى الحافظ
أبو بكر بن مردويه بجمع طرق هذا الحديث . ورواه الحاكم من حديث
قتادة عن
حماد بن سلمة ، عن
قتادة ، عن
أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : (
من استطاع إليه سبيلا ) فقيل ما السبيل ؟ قال : " الزاد والراحلة " . ثم قال : صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .
وقال
ابن جرير : حدثني
يعقوب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
يونس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=824390عن الحسن قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) قالوا : يا رسول الله ، ما السبيل ؟ قال : " الزاد والراحلة " .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع في تفسيره ، عن
سفيان ، عن
يونس ، به .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، أنبأنا
الثوري ، عن
إسماعيل - وهو أبو إسرائيل الملائي - عن
فضيل - يعني ابن عمرو - عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820851 " تعجلوا [ ص: 84 ] إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " .
وقال
أحمد أيضا : حدثنا
أبو معاوية ، حدثنا
الحسن بن عمرو الفقيمي ، عن
مهران بن أبي صفوان عن
ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820852 " من أراد الحج فليتعجل " .
ورواه
أبو داود ، عن
مسدد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبي معاوية الضرير ، به .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير ، عن
ابن عباس في قوله : (
من استطاع إليه سبيلا ) قال : من ملك ثلاثمائة درهم فقد استطاع إليه سبيلا .
وعن
عكرمة مولاه أنه قال : السبيل الصحة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع بن الجراح ، عن
أبي جناب - يعني الكلبي - عن
الضحاك بن مزاحم ، عن
ابن عباس قال : (
من استطاع إليه سبيلا ) قال : الزاد والبعير .
وقوله : (
ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) قال
ابن عباس ومجاهد وغير واحد : أي
ومن جحد فريضة الحج فقد كفر ، والله غني عنه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ، عن
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، nindex.php?page=hadith&LINKID=824780عن عكرمة قال : لما نزلت : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) قالت اليهود : فنحن مسلمون . قال الله ، عز وجل فاخصمهم فحجهم - يعني فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا " فقالوا : لم يكتب علينا ، وأبوا أن يحجوا . قال الله : ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) .
وروى
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، نحوه .
وقال
أبو بكر بن مردويه : حدثنا
عبد الله بن جعفر ، أخبرنا
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود ، أخبرنا
مسلم بن إبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=16079وشاذ بن فياض قالا أخبرنا
هلال أبو هاشم الخراساني ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق الهمداني ، عن
الحارث ، عن
علي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824391 " من ملك زادا وراحلة ولم يحج بيت الله ، فلا يضره مات يهوديا أو نصرانيا ، ذلك بأن الله قال : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) .
ورواه
ابن جرير من حديث
مسلم بن إبراهيم ، به .
وهكذا رواه
ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبي زرعة الرازي : حدثنا
هلال بن فياض ، حدثنا
هلال أبو هاشم [ ص: 85 ] الخراساني ، فذكره بإسناده مثله . ورواه
الترمذي عن
محمد بن يحيى القطعي ، عن
مسلم بن إبراهيم ، عن
هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي ، به ، وقال : [ هذا ] حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وفي إسناده مقال ، وهلال مجهول ، والحارث يضعف في الحديث .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : هلال هذا منكر الحديث . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : هذا الحديث ليس بمحفوظ .
وقد روى
أبو بكر الإسماعيلي الحافظ من حديث [
أبي ] عمرو الأوزاعي ، حدثني
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، حدثني
عبد الرحمن بن غنم أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يقول : من أطاق الحج فلم يحج ، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا .
وهذا إسناد صحيح إلى
عمر رضي الله عنه ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال : قال عمر بن الخطاب : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة فلم يحج ، فيضربوا عليهم الجزية ، ما هم بمسلمين . ما هم بمسلمين .