[ ص: 192 ] (
لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ( 196 )
متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ( 197 )
لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار ( 198 ) )
يقول تعالى : لا تنظروا إلى ما هؤلاء الكفار مترفون فيه ، من النعمة والغبطة والسرور ، فعما قليل يزول هذا كله عنهم ، ويصبحون مرتهنين بأعمالهم السيئة ، فإنما نمد لهم فيما هم فيه استدراجا ، وجميع ما هم فيه (
متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد )
وهذه الآية كقوله تعالى : (
ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد ) [ غافر : 4 ] ، وقال تعالى : (
إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ) [ يونس : 69 ، 70 ] ، وقال تعالى : (
نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ) [ لقمان : 24 ] ، وقال تعالى : (
فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) [ الطارق : 17 ] ، أي : قليلا وقال تعالى : (
أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) [ القصص : 61 ] .
وهكذا لما ذكر
حال الكفار في الدنيا وذكر مآلهم إلى النار قال بعده : " (
لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا ) أي : ضيافة من عند الله (
وما عند الله خير للأبرار )
وقال
ابن مردويه : حدثنا
أحمد بن نصر أخبرنا
أبو طاهر سهل بن عبد الله ، أنبأنا
هشام بن عمار ، أنبأنا
سعيد بن يحيى ، أنبأنا
عبيد الله بن الوليد الوصافي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب بن دثار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500898 " إنما سموا الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء ، كما أن لوالديك عليك حقا ، كذلك لولدك عليك حق " .
كذا رواه
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا وقد قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12245أحمد بن جناب ، حدثنا
عيسى بن يونس ، عن
عبيد الله بن الوليد الوصافي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب بن دثار عن
ابن عمر قال : إنما سماهم الله أبرارا لأنهم بروا الآباء والأبناء ، كما أن لوالديك عليك حقا ، كذلك لولدك عليك حق ، وهذا أشبه والله أعلم .
ثم قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
مسلم بن إبراهيم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي ، عن رجل ، عن
الحسن قال : الأبرار الذين لا يؤذون الذر .
وقال
ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا
أحمد بن سنان ، حدثنا
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة ، عن
الأسود قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله - يعني ابن مسعود - : ما من نفس برة ولا فاجرة إلا الموت خير لها ، لئن كان برا لقد قال الله : (
وما عند الله خير للأبرار )
[ ص: 193 ] وكذا رواه
عبد الرزاق ، عن
الأعمش ، عن
الثوري ، به ، وقرأ : (
ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) [ آل عمران : 178 ] .
وقال
ابن جرير : حدثني
المثنى ، حدثنا
إسحاق ، حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن
فرج بن فضالة ، عن
لقمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أنه كان يقول : ما من مؤمن إلا والموت خير له ، وما من كافر إلا والموت خير له ، ومن لم يصدقني فإن الله يقول : (
وما عند الله خير للأبرار ) ويقول : (
ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )