(
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ( 32 ) )
قال الإمام
أحمد : حدثنا
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قال : قالت
أم سلمة : يا رسول الله ، يغزو الرجال ولا نغزو ، ولنا نصف الميراث . فأنزل الله عز وجل : (
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض )
ورواه
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر ، عن
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
أم سلمة أنها قالت : قلت : يا رسول الله . . . فذكره ، وقال : غريب ورواه بعضهم عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، أن
أم سلمة قالت . . .
ورواه
ابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في مستدركه ، من حديث
الثوري ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824901قالت أم سلمة : يا رسول الله ، لا نقاتل فنستشهد ، ولا نقطع الميراث! فنزلت : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) ثم نزلت : ( أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) [ آل عمران : 195 ] .
ثم قال
ابن أبي حاتم : وكذا روى
سفيان بن عيينة ، يعني عن
ابن أبي نجيح بهذا اللفظ . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع بن الجراح ، عن
الثوري ، وعن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
أم سلمة قالت : قلت : يا رسول الله . . . وروي عن
مقاتل بن حيان nindex.php?page=showalam&ids=15822وخصيف نحو ذلك .
وروى
ابن جرير من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عكرمة ومجاهد أنهما قالا أنزلت في
أم سلمة .
وقال
عبد الرزاق : أخبرنا
معمر ، عن شيخ من
أهل مكة قال : نزلت هذه الآية في قول النساء : ليتنا الرجال فنجاهد كما يجاهدون ونغزو في سبيل الله عز وجل .
وقال
ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا
أحمد بن القاسم بن عطية ، حدثني
أحمد بن عبد الرحمن ، حدثني أبي ، حدثنا
الأشعث بن إسحاق ، عن
جعفر - يعني ابن أبي المغيرة - عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في ] قوله [ (
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) قال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، وشهادة امرأتين برجل ، فنحن في العمل هكذا ، إن عملت امرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة . فأنزل الله هذه الآية : (
ولا تتمنوا ) فإنه عدل مني ، وأنا صنعته .
[ ص: 287 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : قوله : في الآية (
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) فإن الرجال قالوا : نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء ، كما لنا في السهام سهمان . وقالت النساء : نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الرجال الشهداء ، فإنا لا نستطيع أن نقاتل ، ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأبى الله ذلك ، ولكن قال لهم : سلوني من فضلي قال : ليس بعرض الدنيا .
وقد روي عن
قتادة نحو ذلك . وقال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : قوله : (
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) قال ولا يتمنى الرجل فيقول : " ليت لو أن لي مال فلان وأهله! " فنهى الله عن ذلك ، ولكن يسأل الله من فضله .
وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين والحسن والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء نحو ذلك وهو الظاهر من الآية ولا يرد على هذا ما ثبت في الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824902لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، فيقول رجل : لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثله . فهما في الأجر سواء " فإن هذا شيء غير ما نهت الآية عنه ، وذلك أن الحديث حض على تمني مثل نعمة هذا ، والآية نهت عن تمني عين نعمة هذا ، فقال : (
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) أي : في الأمور الدنيوية ، وكذا الدينية أيضا لحديث
أم سلمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . وهكذا قال
عطاء بن أبي رباح : نزلت في النهي عن تمني ما لفلان ، وفي تمني النساء أن يكن رجالا فيغزون . رواه
ابن جرير .
ثم قال : (
للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) أي : كل له جزاء على عمله بحسبه ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر . وهو قول
ابن جرير .
وقيل : المراد بذلك في الميراث ، أي : كل يرث بحسبه . رواه
الترمذي عن
ابن عباس :
ثم أرشدهم إلى ما يصلحهم فقال : (
واسألوا الله من فضله ) ] أي [ لا تتمنوا ما فضل به بعضكم على بعض ، فإن هذا أمر محتوم ، والتمني لا يجدي شيئا ، ولكن سلوني من فضلي أعطكم; فإني كريم وهاب .
وقد روى
الترمذي ، وابن مردويه من حديث
حماد بن واقد : سمعت
إسرائيل عن
أبي إسحاق عن
أبي الأحوص ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821094سلوا الله من فضله; فإن الله يحب أن يسأل وإن أفضل العبادة انتظار الفرج " .
ثم قال
الترمذي : كذا رواه
حماد بن واقد ، وليس بالحافظ ، ورواه
أبو نعيم ، عن
إسرائيل ، عن
حكيم بن جبير ، عن رجل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديث
أبي نعيم أشبه أن يكون أصح
وكذا رواه
ابن مردويه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
إسرائيل . ثم رواه من حديث
قيس بن الربيع ، عن
[ ص: 288 ] حكيم بن جبير ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : قال رسول الله : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824460سلوا الله من فضله ، فإن الله يحب أن يسأل ، وإن أحب عباده إليه الذي يحب الفرج " .
ثم قال : (
إن الله كان بكل شيء عليما ) أي : هو عليم بمن يستحق الدنيا فيعطيه منها ، وبمن يستحق الفقر فيفقره ، وعليم بمن يستحق الآخرة فيقيضه لأعمالها ، وبمن يستحق الخذلان فيخذله عن تعاطي الخير وأسبابه; ولهذا قال : (
إن الله كان بكل شيء عليما )