(
يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا ( 47 )
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ( 48 ) )
يقول تعالى - آمرا
أهل الكتاب بالإيمان بما نزل على عبده ورسوله
محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات ، ومتهددا لهم أن يفعلوا ، بقوله : (
من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) قال بعضهم : معناه : من قبل أن نطمس وجوها . طمسها هو ردها إلى الأدبار ، وجعل أبصارهم من ورائهم . ويحتمل أن يكون المراد : من قبل أن نطمس وجوها فلا يبقى لها سمع ولا بصر ولا أثر ، ونردها مع ذلك إلى ناحية الأدبار .
قال
العوفي عن
ابن عباس : (
من قبل أن نطمس وجوها ) وطمسها أن تعمى (
فنردها على أدبارها ) يقول : نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم ، فيمشون القهقرى ، ونجعل لأحدهم عينين من قفاه .
وكذا قال
قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي . وهذا أبلغ في العقوبة والنكال ، وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهم إلى الباطل ورجوعهم عن المحجة البيضاء إلى سبل الضلالة يهرعون ويمشون القهقرى على أدبارهم ، وهذا كما قال بعضهم في قوله : (
إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون . وجعلنا من بين أيديهم سدا ) [
ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ] ) [ يس 8 ، 9 ] إن هذا مثل [ سوء ] ضربه الله لهم في ضلالهم ومنعهم عن الهدى .
[ ص: 325 ]
قال
مجاهد : (
من قبل أن نطمس وجوها ) يقول : عن صراط الحق ، (
فنردها على أدبارها ) أي : في الضلالة .
قال
ابن أبي حاتم : وروي عن
ابن عباس ،
والحسن نحو هذا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
فنردها على أدبارها ) فنمنعها عن الحق ، قال : نرجعها كفارا ونردهم قردة .
وقال
ابن زيد نردهم إلى بلاد
الشام من أرض
الحجاز .
وقد ذكر أن
كعب الأحبار أسلم حين سمع هذه الآية ، قال
ابن جرير :
حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
جابر بن نوح ، عن
عيسى بن المغيرة قال : تذاكرنا عند
إبراهيم إسلام
كعب ، فقال : أسلم
كعب زمان
عمر ، أقبل وهو يريد بيت
المقدس ، فمر على
المدينة ، فخرج إليه
عمر فقال : يا
كعب ، أسلم ، قال : ألستم تقرؤون في كتابكم (
مثل الذين حملوا التوراة [ ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل ] أسفارا ) وأنا قد حملت التوراة . قال : فتركه
عمر . ثم خرج حتى انتهى إلى
حمص ، فسمع رجلا من أهلها حزينا ، وهو يقول : (
يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) الآية . قال
كعب : يا رب آمنت ، يا رب ، أسلمت ، مخافة أن تصيبه هذه الآية ، ثم رجع فأتى أهله في
اليمن ، ثم جاء بهم مسلمين .
وقد رواه
ابن أبي حاتم من وجه آخر بلفظ آخر ، فقال : حدثنا أبي ، حدثنا
ابن نفيل ، حدثنا
عمرو بن واقد ، عن
يونس بن حلبس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11811أبي إدريس عائذ الله الخولاني قال : كان
أبو مسلم الجليلي معلم كعب ، وكان يلومه في إبطائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فبعثه إليه لينظر أهو هو ؟ قال كعب : فركبت حتى أتيت
المدينة ، فإذا تال يقرأ القرآن ، يقول : (
يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) فبادرت الماء فاغتسلت وإني لأمسح وجهي مخافة أن أطمس ، ثم أسلمت .
وقوله : (
أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ) يعني : الذين اعتدوا في سبتهم بالحيلة على الاصطياد ، وقد مسخوا قردة وخنازير ، وسيأتي بسط قصتهم في سورة الأعراف .
وقوله : (
وكان أمر الله مفعولا ) أي : إذا أمر بأمر ، فإنه لا يخالف ولا يمانع .
ثم أخبر تعالى : أنه (
لا يغفر أن يشرك به ) أي : لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به (
ويغفر ما دون ذلك ) أي : من الذنوب (
لمن يشاء ) أي : من عباده .
وقد وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية الكريمة ، فلنذكر منها ما تيسر :
[ ص: 326 ]
الحديث الأول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
يزيد ، أخبرنا
صدقة بن موسى ، حدثنا
أبو عمران الجوني ، عن
يزيد بن بابنوس عن
عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500913الدواوين عند الله ثلاثة ; ديوان لا يعبأ الله به شيئا ، وديوان لا يترك الله منه شيئا ، وديوان لا يغفره الله . فأما الديوان الذي لا يغفره الله ، فالشرك بالله ، قال الله عز وجل : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ) [ المائدة : 72 ] وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا ، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه ، من صوم يوم تركه ، أو صلاة تركها ; فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء . وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا ، فظلم العباد بعضهم بعضا ; القصاص لا محالة " .
تفرد به
أحمد .
الحديث الثاني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار في : حدثنا
أحمد بن مالك ، حدثنا
زائدة بن أبي الرقاد ، عن
زياد النميري ، عن
أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500914الظلم ثلاثة ، فظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره الله ، وظلم لا يتركه الله : فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك ، وقال ( إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13 ] وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم ، وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا ، حتى يدين لبعضهم من بعض " .
الحديث الثالث : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
صفوان بن عيسى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، عن
أبي عون ، عن
أبي إدريس قال : سمعت
معاوية يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821166كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا الرجل يموت كافرا ، أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا " .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن مثنى ، عن
صفوان بن عيسى ، به .
الحديث الرابع : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11920هاشم بن القاسم ، حدثنا
عبد الحميد ، حدثنا
شهر ، حدثنا
ابن غنم أن
أبا ذر حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821167 " إن الله يقول : يا عبدي ، ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك ، يا عبدي ، إنك إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي ، لقيتك بقرابها مغفرة " .
تفرد به
أحمد من هذا الوجه
[ ص: 327 ] .
الحديث الخامس : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الصمد ، حدثنا أبي ، حدثنا
حسين ، عن
ابن بريدة أن
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر حدثه ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=11822أبا الأسود الديلي حدثه ، أن
أبا ذر حدثه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821168أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما من عبد قال : لا إله إلا الله . ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق " قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق " . ثلاثا ، ثم قال في الرابعة : " على رغم أنف أبي ذر " ! قال : فخرج أبو ذر وهو يجر إزاره وهو يقول : وإن رغم أنف أبي ذر " . وكان أبو ذر يحدث بهذا بعد ويقول : وإن رغم أنف أبي ذر .
أخرجاه من حديث
حسين ، به .
طريق أخرى عنه : قال
[ الإمام ] أحمد : حدثنا
أبو معاوية ، حدثنا
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب ، عن
أبي ذر قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821169كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ، ونحن ننظر إلى أحد ، فقال : " يا أبا ذر " . فقلت : لبيك يا رسول الله ، [ قال ] ما أحب أن لي أحدا ذاك عندي ذهبا أمسي ثالثة وعندي منه دينار ، إلا دينارا أرصده - يعني لدين - إلا أن أقول به في عباد الله هكذا " . وحثا عن يمينه وبين يديه وعن يساره . قال : ثم مشينا فقال : " يا أبا ذر ، إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا " . فحثا عن يمينه ومن بين يديه وعن يساره . قال : ثم مشينا فقال : " يا أبا ذر ، كما أنت حتى آتيك " . قال : فانطلق حتى توارى عني . قال : فسمعت لغطا فقلت : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له . قال فهممت أن أتبعه ، ثم ذكرت قوله : " لا تبرح حتى آتيك " فانتظرته حتى جاء ، فذكرت له الذي سمعت ، فقال : " ذاك جبريل أتاني فقال : من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق " .
أخرجاه في الصحيحين من حديث
الأعمش ، به .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم أيضا كلاهما ، عن
قتيبة ، عن
جرير بن عبد الحميد ، عن
عبد العزيز بن رفيع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب ، عن
أبي ذر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821170خرجت ليلة من الليالي ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده ، ليس معه إنسان ، قال : فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد . قال : فجعلت أمشي في ظل القمر ، فالتفت فرآني ، فقال : " من هذا ؟ " فقلت : أبو ذر ، جعلني الله فداك . قال : " يا أبا ذر ، تعال " . قال : فمشيت معه ساعة فقال : " إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه عن يمينه وشماله ، وبين يديه وورائه ، وعمل فيه خيرا " . قال : فمشيت معه ساعة فقال لي : " اجلس هاهنا " ، قال : فأجلسني في قاع حوله حجارة ، فقال لي : " اجلس هاهنا حتى أرجع إليك " . قال : فانطلق في الحرة حتى لا أراه ، فلبث عني فأطال اللبث ، ثم إني سمعته وهو مقبل ، وهو يقول : " وإن سرق وإن زنى " . قال : فلما جاء لم أصبر حتى قلت : يا نبي الله ، جعلني الله فداءك ، من تكلم [ ص: 328 ] في جانب الحرة ؟ ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا . قال : " ذاك جبريل ، عرض لي من جانب الحرة فقال : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . قلت : يا جبريل ، وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم . قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم ، وإن شرب الخمر " .
الحديث السادس : قال
عبد بن حميد في : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821171جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما الموجبتان ؟ قال : " من مات لا يشرك بالله شيئا وجبت له الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا وجبت له النار " . وذكر تمام الحديث . تفرد به من هذا الوجه .
طريق أخرى : قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
الحسن بن عمرو بن خلاد الحراني ، حدثنا
منصور بن إسماعيل القرشي ، حدثنا
موسى بن عبيدة ، الربذي ، أخبر
عبد الله بن عبيدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
ما من نفس تموت ، لا تشرك بالله شيئا ، إلا حلت لها المغفرة ، إن شاء الله عذبها ، وإن شاء غفر لها : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12201الحافظ أبو يعلى في ، من حديث
موسى بن عبيدة ، عن أخيه
عبد الله بن عبيدة ، عن
جابر ; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزال المغفرة على العبد ما لم يقع الحجاب " . قيل : يا نبي الله ، وما الحجاب ؟ قال : " الإشراك بالله " . قال : " ما من نفس تلقى الله لا تشرك به شيئا إلا حلت لها المغفرة من الله تعالى ، إن يشأ أن يعذبها ، وإن يشأ أن يغفر لها غفر لها " . ثم قرأ نبي الله : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
الحديث السابع : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو نعيم ، حدثنا
زكريا ، عن
عطية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821172من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " .
تفرد به من هذا الوجه .
الحديث الثامن : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
حسن بن موسى ، حدثنا
ابن لهيعة ، حدثنا
أبو قبيل ، عن
عبد الله بن ناشر من بني سريع قال : سمعت
أبا رهم قاص
أهل الشام يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821173سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم ، فقال لهم : " إن ربكم ، عز وجل ، خيرني [ ص: 329 ] بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب ، وبين الخبيئة عنده لأمتي " . فقال له بعض أصحابه : يا رسول الله ، أيخبئ ذلك ربك ؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر ، فقال : " إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده " قال أبو رهم : يا أبا أيوب ، وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأكله الناس بأفواههم فقالوا : وما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! فقال أبو أيوب : دعوا الرجل عنكم ، أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن ، بل كالمستيقن . إن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه أدخله الجنة " .
الحديث التاسع : قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
المؤمل بن الفضل الحراني ، حدثنا
عيسى بن يونس ( ح ) وأخبرنا
هاشم بن القاسم الحراني - فيما كتب إلي - قال : حدثنا
عيسى بن يونس نفسه ، عن
واصل بن السائب الرقاشي ، عن
أبي سورة ابن أخي أبي أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824925جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام . قال : " وما دينه ؟ " قال : يصلي ويوحد الله تعالى . قال " استوهب منه دينه ، فإن أبى فابتعه منه " . فطلب الرجل ذاك منه فأبى عليه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : وجدته شحيحا في دينه . قال : فنزلت : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
الحديث العاشر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12201الحافظ أبو يعلى : حدثنا
عمرو بن الضحاك ، حدثنا أبي ، حدثنا
مستور أبو همام الهنائي ، حدثنا
ثابت عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824926جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما تركت حاجة ولا ذا حاجة إلا قد أتيت . قال : " أليس تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ " ثلاث مرات . قال : نعم . قال : " فإن ذلك يأتي على ذلك كله " .
الحديث الحادي عشر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو عامر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=821174عن ضمضم بن جوس اليمامي قال : قال لي nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : يا يمامي لا تقولن لرجل : والله لا يغفر الله لك . أو لا يدخلك الجنة أبدا . قلت : يا أبا هريرة إن هذه كلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب قال : لا تقلها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كان في بني إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدا في العبادة ، وكان الآخر مسرفا على نفسه ، وكانا متآخيين وكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب ، فيقول : يا هذا أقصر . فيقول : خلني وربي ! أبعثت علي رقيبا ؟ قال : إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه ، فقال له : ويحك ! أقصر ! قال : خلني وربي ! أبعثت علي رقيبا ؟ فقال : والله [ ص: 330 ] لا يغفر الله لك - أو لا يدخلك الجنة أبدا - قال : فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا عنده ، فقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي . وقال للآخر : أكنت بي عالما ؟ أكنت على ما في يدي قادرا ؟ اذهبوا به إلى النار . قال : فوالذي نفس أبي القاسم بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته " .
ورواه
أبو داود ، من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، حدثني
ضمضم بن جوس ، به .
الحديث الثاني عشر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : حدثنا
أبو شيخ عن
محمد بن الحسن بن عجلان الأصبهاني ، حدثنا
سلمة بن شبيب ، حدثنا
إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس عن
nindex.php?page=hadith&LINKID=824927رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل : من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ، ما لم يشرك بي شيئا " .
الحديث الثالث عشر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار والحافظ أبو يعلى [ الموصلي ] حدثنا
هدبة - هو
ابن خالد - حدثنا
سهيل بن أبي حزم ، عن
ثابت ، عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824928من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ، ومن توعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار " . تفردا به .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
بحر بن نصر الخولاني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15799خالد - يعني ابن عبد الرحمن الخراساني - حدثنا
الهيثم بن جماز عن
nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني ، عن
ابن عمر قال : كنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس ، وآكل مال اليتيم ، وقاذف المحصنات ، وشاهد الزور ، حتى نزلت هذه الآية : (
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فأمسك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة .
ورواه
ابن جرير من حديث
الهيثم بن حماد به .
وقال
ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا
عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقري حدثنا
عبد الله بن عاصم ، حدثنا
صالح - يعني
المري أبو بشر - عن
أيوب ، عن
نافع ، عن
ابن عمر قال : كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في الكتاب ، حتى نزلت علينا هذه الآية : (
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) قال : فلما سمعناها كففنا عن الشهادة ، وأرجينا الأمور إلى الله ، عز وجل
[ ص: 331 ] .
وقال
البزار : حدثنا
محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا
شيبان بن أبي شيبة ، حدثنا
حرب بن سريج ، عن
أيوب ، عن
نافع ، nindex.php?page=hadith&LINKID=824929عن ابن عمر [ رضي الله عنهما ] قال : كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر ، حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وقال : " أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة " .
وقال
أبو جعفر الرازي ، عن
الربيع ، أخبرني
مجبر ، عن
عبد الله بن عمر أنه قال :
لما نزلت : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) [ إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ] ) [ الزمر : 53 ] ، قام رجل فقال : والشرك بالله يا نبي الله ؟ فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما )
رواه
ابن جرير . وقد رواه
ابن مردويه من طرق عن
ابن عمر .
وهذه الآية التي في سورة " تنزيل " مشروطة بالتوبة ، فمن تاب من أي ذنب وإن تكرر منه تاب الله عليه ; ولهذا قال : (
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) [ الزمر : 53 ] أي : بشرط التوبة ، ولو لم يكن كذلك لدخل الشرك فيه ، ولا يصح ذلك ، لأنه تعالى ، قد حكم هاهنا بأنه لا يغفر الشرك ، وحكم بأنه يغفر ما عداه لمن يشاء ، أي : وإن لم يتب صاحبه ، فهذه أرجى من تلك من هذا الوجه ، والله أعلم .
وقوله : (
ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) كقوله (
إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13 ] ، وثبت في الصحيحين ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=821176عن ابن مسعود أنه قال : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك . . . " وذكر تمام الحديث .
وقال
ابن مردويه : حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن زيد ، حدثنا
أحمد بن عمرو ، حدثنا
إبراهيم بن المنذر ، حدثنا
معن ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15991سعيد بن بشير حدثنا
قتادة ، عن
الحسن ، عن
عمران بن حصين ;
أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال : " أخبركم بأكبر الكبائر : الشرك بالله " ثم قرأ : ( ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) وعقوق الوالدين " . ثم قرأ : ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) [ ص: 332 ] .