ذكر ما ورد في
فضل الفاتحة
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بن محمد بن حنبل - رحمه الله - في مسنده : حدثنا
يحيى بن سعيد ، عن
شعبة ، حدثني
خبيب بن عبد الرحمن ، عن
حفص بن عاصم ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820163عن أبي سعيد بن المعلى - رضي الله عنه - قال : كنت أصلي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم أجبه حتى صليت وأتيته ، فقال : ما منعك أن تأتيني ؟ . قال : قلت : يا رسول الله ، إني كنت أصلي . قال : ألم يقل الله : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) [ الأنفال : 24 ] ثم قال : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد . قال : فأخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت : يا رسول الله إنك قلت : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن . قال : نعم ، الحمد لله رب العالمين هي : السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته .
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
مسدد ، nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني ، كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، به . ورواه في موضع آخر من التفسير ،
وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طرق عن
شعبة ، به . ورواه
الواقدي عن
محمد بن معاذ الأنصاري ، عن
خبيب بن عبد الرحمن ، عن
حفص بن عاصم ، عن
أبي سعيد بن المعلى ، عن
أبي بن كعب ، فذكر نحوه .
وقد وقع في الموطأ
للإمام مالك بن أنس ، ما ينبغي التنبيه عليه ، فإنه رواه
مالك عن
العلاء بن عبد [ ص: 104 ] الرحمن بن يعقوب الحرقي : أن
أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبرهم ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820164أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب ، وهو يصلي في المسجد ، فلما فرغ من صلاته لحقه ، قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على يدي ، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد ، ثم قال : إني لأرجو ألا تخرج من باب المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها . قال أبي : فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك ، ثم قلت : يا رسول الله ، ما السورة التي وعدتني ؟ قال : كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة ؟ قال : فقرأت عليه : ( الحمد لله رب العالمين حتى أتيت على آخرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي هذه السورة ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت .
فأبو سعيد هذا ليس
بأبي سعيد بن المعلى ، كما اعتقده
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في جامع الأصول ومن تبعه ، فإن
ابن المعلى صحابي أنصاري ، وهذا تابعي من موالي
خزاعة ، وذاك الحديث متصل صحيح ، وهذا ظاهره أنه منقطع ، إن لم يكن سمعه
أبو سعيد هذا من
أبي بن كعب ، فإن كان قد سمعه منه فهو على شرط
مسلم ، والله أعلم . على أنه قد روي عن
أبي بن كعب من غير وجه كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
حدثنا
عفان ، حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم ، حدثنا
العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820165عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب ، وهو يصلي ، فقال : يا أبي ، فالتفت ثم لم يجبه ، ثم قال : أبي ، فخفف . ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : السلام عليك أي رسول الله . فقال : وعليك السلام [ قال ] : ما منعك أي أبي إذ دعوتك أن تجيبني ؟ . قال : أي رسول الله ، كنت في الصلاة ، قال : أولست تجد فيما أوحى الله إلي استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) [ الأنفال : 24 ] . قال : بلى يا رسول الله ، لا أعود ، قال : أتحب أن أعلمك سورة لم تنزل لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها ؟ قلت : نعم ، أي رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأرجو ألا أخرج من هذا الباب حتى تعلمها قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي يحدثني ، وأنا أتبطأ ، مخافة أن يبلغ قبل أن يقضي الحديث ، فلما دنونا من الباب قلت : أي رسول الله ، ما السورة التي وعدتني قال : ما تقرأ في الصلاة ؟ . قال : فقرأت عليه أم القرآن ، قال : والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ، ولا في الفرقان مثلها ؛ إنها السبع المثاني .
[ ص: 105 ] ورواه
الترمذي ، عن
قتيبة ، عن
الدراوردي ، عن
العلاء ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فذكره ، وعنده :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820166إنها من السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته ، ثم قال : هذا حديث حسن صحيح .
وفي الباب ، عن
أنس بن مالك ، ورواه
عبد الله بن [ الإمام ] أحمد ، عن
إسماعيل بن أبي معمر ، عن
أبي أسامة ، عن
عبد الحميد بن جعفر ، عن
العلاء ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن
أبي بن كعب ، فذكره مطولا بنحوه ، أو قريبا منه . وقد رواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي جميعا عن
أبي عمار حسين بن حريث ، عن
الفضل بن موسى ، عن
عبد الحميد بن جعفر ، عن
العلاء ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن
أبي بن كعب ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820167قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن ، وهي السبع المثاني ، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ، هذا لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . وقال
الترمذي : حسن غريب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
محمد بن عبيد ، حدثنا
هاشم ، يعني ابن البريد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن
ابن جابر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820168انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله . فلم يرد علي ، قال : فقلت : السلام عليك يا رسول الله . فلم يرد علي ، قال : فقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يرد علي . قال : فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ، وأنا خلفه حتى دخل رحله ، ودخلت أنا المسجد ، فجلست كئيبا حزينا ، فخرج علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تطهر ، فقال : عليك السلام ورحمة الله ، وعليك السلام ورحمة الله ، وعليك السلام ورحمة الله ، ثم قال : ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بأخير سورة في القرآن ؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : اقرأ : الحمد لله رب العالمين ، حتى تختمها . هذا إسناد جيد ،
وابن عقيل تحتج به الأئمة الكبار ،
وعبد الله بن جابر هذا هو الصحابي ، ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أنه هو العبدي ، والله أعلم . ويقال : إنه
عبد الله بن جابر الأنصاري البياضي ، فيما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر . واستدلوا بهذا الحديث وأمثاله على
تفاضل بعض الآيات والسور على بعض ، كما هو المحكي عن كثير من العلماء ، منهم :
إسحاق بن راهويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=12815وأبو بكر بن العربي ،
وابن الحصار من المالكية . وذهبت طائفة أخرى إلى أنه لا تفاضل في ذلك ؛ لأن الجميع كلام الله ، ولئلا يوهم التفضيل نقص
[ ص: 106 ] المفضل عليه ، وإن كان الجميع فاضلا ، نقله
القرطبي عن
الأشعري ، وأبي بكر الباقلاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وأبي حاتم بن حبان البستي ،
ويحيى بن يحيى ، ورواية عن
الإمام مالك [ أيضا ] .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في فضائل القرآن : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، حدثنا
وهب ، حدثنا
هشام ، عن
محمد بن معبد ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820169عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال : كنا في مسير لنا ، فنزلنا ، فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم ، وإن نفرنا غيب ، فهل منكم راق ؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية ، فرقاه ، فبرئ ، فأمر له بثلاثين شاة ، وسقانا لبنا ، فلما رجع قلنا له : أكنت تحسن رقية ، أو كنت ترقي ؟ قال : لا ما رقيت إلا بأم الكتاب ، قلنا : لا تحدثوا شيئا حتى نأتي ، أو نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : وما كان يدريه أنها رقية ، اقسموا واضربوا لي بسهم .
وقال
أبو معمر : حدثنا
عبد الوارث ، حدثنا
هشام ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، حدثني
معبد بن سيرين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري بهذا .
وهكذا رواه
مسلم ، وأبو داود من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام ، وهو ابن حسان ، عن
ابن سيرين ، به . وفي بعض روايات
مسلم لهذا الحديث : أن
أبا سعيد هو الذي رقى ذلك السليم ، يعني : اللديغ ، يسمونه بذلك تفاؤلا .
حديث آخر : روى
مسلم في صحيحه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في سننه ، من حديث
أبي الأحوص سلام بن سليم ، عن
عمار بن رزيق ، عن
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820170بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل ، إذ سمع نقيضا فوقه ، فرفع جبريل بصره إلى السماء ، فقال : هذا باب قد فتح من السماء ، ما فتح قط . قال : فنزل منه ملك ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، ولن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته . وهذا لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
ولمسلم نحوه حديث آخر : قال
مسلم : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، هو ابن راهويه ، حدثنا
سفيان بن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء ، يعني ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=820171عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : من صلى صلاة لم يقرأ فيها أم القرآن فهي خداج - ثلاثا - غير تمام . فقيل
nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة : إنا نكون وراء الإمام ، قال : اقرأ بها في نفسك ؛ فإني
nindex.php?page=hadith&LINKID=820172سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد : ( الحمد لله رب العالمين ) [ الفاتحة : 2 ] ، قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال : ( الرحمن الرحيم [ ص: 107 ] [ الفاتحة : 3 ] ، قال الله : أثنى علي عبدي ، فإذا قال : ( مالك يوم الدين ) [ الفاتحة : 4 ] ، قال مجدني عبدي - وقال مرة : فوض إلي عبدي - فإذا قال : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) [ الفاتحة : 5 ] ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) [ الفاتحة : 6 ، 7 ] ، قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل .
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
إسحاق بن راهويه . وقد روياه - أيضا - عن
قتيبة ، عن
مالك ، عن
العلاء ، عن
أبي السائب مولى هشام بن زهرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، به وفي هذا السياق :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820173فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل .
وكذا رواه
ابن إسحاق ، عن
العلاء ، وقد رواه
مسلم من حديث ابن
جريج ، عن
العلاء ، عن
أبي السائب هكذا .
ورواه - أيضا - من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس ، عن
العلاء ، عن أبيه
وأبي السائب ، كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وقال
الترمذي : هذا حديث حسن ، وسألت
أبا زرعة عنه فقال : كلا الحديثين صحيح ، من قال : عن
العلاء ، عن أبيه ، وعن
العلاء عن
أبي السائب .
وقد روى هذا الحديث
عبد الله ابن الإمام أحمد ، من حديث
العلاء ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن
أبي بن كعب مطولا .
قال
ابن جرير : حدثنا
صالح بن مسمار المروزي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب ، حدثنا
عنبسة بن سعيد ، عن
مطرف بن طريف ، عن
سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820174قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، وله ما سأل ، فإذا قال العبد : ( الحمد لله رب العالمين قال : حمدني عبدي ، وإذا قال : ( الرحمن الرحيم قال : أثنى علي عبدي . ثم قال : هذا لي ، وله ما بقي
وهذا غريب من هذا الوجه .
[ ص: 108 ]
ثم الكلام على ما يتعلق بهذا الحديث مما يختص بالفاتحة من وجوه :
أحدها : أنه قد أطلق فيه لفظ الصلاة ، والمراد القراءة كقوله تعالى : (
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) [ الإسراء : 110 ] ، أي : بقراءتك كما جاء مصرحا به في الصحيح ، عن
ابن عباس وهكذا قال في هذا الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820175قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ثم بين تفصيل هذه القسمة في
قراءة الفاتحة في الصلاة فدل على عظم القراءة في الصلاة ، وأنها من أكبر أركانها ، إذ أطلقت العبادة وأريد بها جزء واحد منها وهو القراءة ؛ كما أطلق لفظ القراءة والمراد به الصلاة في قوله : (
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) [ الإسراء : 78 ] ، والمراد صلاة الفجر ، كما جاء مصرحا به في الصحيحين : من أنه يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار ، فدل هذا كله على أنه لا بد من القراءة في الصلاة ، وهو اتفاق من العلماء .
ولكن اختلفوا في مسألة نذكرها في الوجه الثاني ، وذلك أنه
هل يتعين للقراءة في الصلاة فاتحة الكتاب ، أم تجزئ هي أو غيرها ؟ على قولين مشهورين ، فعند
أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنها لا تتعين ، بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه في الصلاة ، واحتجوا بعموم قوله تعالى : (
فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) [ المزمل : 20 ] ، وبما ثبت في الصحيحين ، من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في قصة المسيء صلاته
nindex.php?page=hadith&LINKID=820176أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن قالوا : فأمره بقراءة ما تيسر ، ولم يعين له الفاتحة ولا غيرها ، فدل على ما قلناه .
والقول الثاني : أنه تتعين
قراءة الفاتحة في الصلاة ، ولا تجزئ الصلاة بدونها ، وهو قول بقية الأئمة :
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل وأصحابهم وجمهور العلماء ؛ واحتجوا على ذلك بهذا الحديث المذكور ، حيث قال - صلوات الله وسلامه عليه - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820177من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج والخداج هو : الناقص كما فسر به في الحديث : غير تمام . واحتجوا - أيضا - بما ثبت في الصحيحين من حديث
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن الربيع ، عن
عبادة بن الصامت ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820179قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب . وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820180قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، ووجه المناظرة هاهنا يطول ذكره ، وقد أشرنا إلى مأخذهم في ذلك ، رحمهم الله .
ثم إن مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وجماعة من أهل العلم : أنه تجب قراءتها في كل ركعة . وقال آخرون : إنما تجب قراءتها في معظم الركعات ، وقال
الحسن وأكثر البصريين : إنما تجب قراءتها في ركعة واحدة من
[ ص: 109 ] الصلوات ، أخذا بمطلق الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820179لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب .
وقال
أبو حنيفة وأصحابه
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي : لا تتعين قراءتها ، بل لو قرأ بغيرها أجزأه لقوله : (
فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) [ المزمل : 20 ] ، [ كما تقدم ] والله أعلم .
وقد روى
ابن ماجه من حديث
أبي سفيان السعدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أبي سعيد مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820181لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها . وفي صحة هذا نظر ، وموضح تحرير هذا كله في كتاب الأحكام الكبير ، والله أعلم .
الوجه الثالث : هل تجب
قراءة الفاتحة على المأموم ؟ فيه ثلاثة أقوال للعلماء :
أحدها : أنه تجب عليه قراءتها ، كما تجب على إمامه ؛ لعموم الأحاديث المتقدمة .
والثاني : لا تجب على المأموم قراءة بالكلية لا الفاتحة ولا غيرها ، لا في الصلاة الجهرية ولا السرية ، لما رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في مسنده ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820182من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ولكن في إسناده ضعف . ورواه
مالك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان ، عن
جابر من كلامه . وقد روي هذا الحديث من طرق ، ولا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .
والقول الثالث : أنه تجب القراءة على المأموم في السرية ، لما تقدم ، ولا تجب في الجهرية لما ثبت في صحيح
مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820183إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا قرأ فأنصتوا وذكر بقية الحديث .
وهكذا رواه أهل السنن ؛
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وإذا قرأ فأنصتوا . وقد صححه
مسلم بن الحجاج أيضا ، فدل هذان الحديثان على صحة هذا القول وهو قول قديم
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي ، رحمه الله ، ورواية عن
الإمام أحمد بن حنبل .
[ ص: 110 ]
والغرض من ذكر هذه المسائل هاهنا بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكام لا تتعلق بغيرها من السور ، والله أعلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا
غسان بن عبيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبي عمران الجوني ، عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824586إذا وضعت جنبك على الفراش ، وقرأت فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت