أنزل القرآن على سبعة أحرف
حدثنا
سعيد بن عفير ، حدثنا
الليث ، حدثني
عقيل عن
ابن شهاب قال : حدثني
عبيد الله بن عبد الله ؛ أن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500696أقرأني جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف .
وقد رواه - أيضا - في بدء الخلق ،
ومسلم من حديث
يونس ،
ومسلم - أيضا - من حديث
معمر ، كلاهما عن
الزهري بنحوه ورواه
ابن جرير من حديث
الزهري به ثم قال
الزهري : بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام .
[ ص: 36 ]
وهذا مبسوط في الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12074الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال :
حدثنا
يزيد ويحيى بن سعيد كلاهما عن
حميد الطويل ، عن
أنس بن مالك ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820022عن أبي بن كعب قال : ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت ، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم ، وقال الآخر : أليس تقرأني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم . فقال : إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري ، فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف ، فقال ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد - وهو ابن هارون - nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد القطان كلاهما عن
حميد الطويل ، عن
أنس ، عن
أبي بن كعب بنحوه . وكذا رواه
ابن أبي عدي ومحمود بن ميمون الزعفراني nindex.php?page=showalam&ids=14810ويحيى بن أيوب كلهم عن
حميد به . وقال
ابن جرير : حدثنا
محمد بن مرزوق ، حدثنا
أبو الوليد ، حدثنا
حماد بن سلمة ، عن
حميد ، عن
أنس ، عن
عبادة بن الصامت ، عن
أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500697أنزل القرآن على سبعة أحرف فأدخل بينهما
عبادة بن الصامت .
وقال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، رحمه الله : حدثنا
يحيى بن سعيد عن
إسماعيل بن أبي خالد ، حدثني
عبد الله بن عيسى عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820024عن أبي بن كعب ، قال : كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ، فقمنا جميعا ، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : اقرآ ، فقرآ ، فقال : أصبتما . فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال ، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية ، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا ، وكأنما أنظر إلى [ رسول ] الله فرقا فقال : يا أبي ، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها . قال : قلت : اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي ، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام . وهكذا رواه
مسلم من حديث
إسماعيل بن أبي خالد به .
وقال
ابن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن جده ، عن
أبي بن كعب ، قال : قال
[ ص: 37 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500698إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : خفف عن أمتي ، فقال : اقرأه على حرفين ، فقلت : اللهم رب خفف عن أمتي ، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف .
وقال
ابن جرير : حدثنا
يونس عن
ابن وهب : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
عبيد الله بن عمر ، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن
أبي بن كعب ، أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500699سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي ، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك ، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما : من أقرأكما ؟ فقالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما : اقرأ . فقرأ ، فقال : أحسنت ثم قال للآخر : اقرأ . فقرأ ، فقال : أحسنت . قال أبي : فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي ، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي ، فضرب يده في صدري ثم قال : اللهم أخسئ الشيطان عنه ، يا أبي ، أتاني آت من ربي فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : رب ، خفف عني ، ثم أتاني الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت : رب ، خفف عن أمتي ، ثم أتاني الثالثة ، فقال مثل ذلك ، وقلت له مثل ذلك ، ثم أتاني الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة مسألة ، فقلت : يا رب ، اللهم اغفر لأمتي ، يا رب ، اغفر لأمتي ، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة . إسناده صحيح .
قلت : وهذا الشك الذي حصل
لأبي في تلك الساعة هو - والله أعلم - السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - قراءة إبلاغ وإعلام ودواء ؛ لما كان حصل له - سورة
لم يكن الذين كفروا ) إلى آخرها لاشتمالها على قوله تعالى : (
رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) [ البينة : 2 ، 3 ] ، وهذا نظير تلاوته سورة الفتح حين أنزلت مرجعه - عليه السلام - من
الحديبية على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وذلك لما كان تقدم له من الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=1ولأبي بكر الصديق ، رضي الله عنهما ، في قوله تعالى : (
لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) [ الفتح : 27 ] .
وقال
ابن جرير : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، حدثنا
محمد بن جعفر ، حدثنا
شعبة ، عن
الحكم ، عن
مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، عن
أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500700كان عند أخباة بني غفار ، فأتاه جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف ، قال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين . قال : [ ص: 38 ] أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثة قال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا .
وأخرجه
مسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية
شعبة به ، وفي لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود عن
أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500701يا أبي ، إني أقرئت القرآن فقيل لي : على حرف أو حرفين ؟ فقال الملك الذي معي : قل على حرفين . قلت : على حرفين . فقيل لي : على حرفين أو ثلاثة ؟ فقال الملك الذي معي : قل على ثلاثة . قلت : على ثلاثة . حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال : ليس منها إلا شاف كاف إن قلت : سميعا عليما ، عزيزا حكيما ، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب .
وقد روى
ثابت بن قاسم نحوا من هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن كلام
ابن مسعود ، رضي الله عنه ، نحو ذلك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14129حسين بن علي الجعفي ، عن
زائدة ، عن
عاصم ، عن
زر ، عن
أبي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820027لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ العاصي ، والعجوز الكبيرة ، والغلام ، فقال : مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف .
وأخرجه
الترمذي من حديث
عاصم بن أبي النجود ، عن
زر ، عن
أبي بن كعب ، به وقال : حسن صحيح .
وقد رواه
أبو عبيد عن
أبي النضر ، عن
شيبان ، عن
عاصم بن أبي النجود ، عن
زر ، عن
حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي
جبريل عند أحجار المراء ، فذكر الحديث والله أعلم .
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
عفان ، عن
حماد ، عن
عاصم ، عن
زر ، عن
حذيفة ؟ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500702لقيت جبريل عند أحجار المراء ، فقلت : يا جبريل ، إني أرسلت إلى أمة أمية ؛ الرجل ، والمرأة ، والغلام ، والجارية ، والشيخ الفاني ، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف .
وقال
أحمد أيضا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وعبد الرحمن ، عن
سفيان ، عن
إبراهيم بن مهاجر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15883ربعي بن حراش : حدثني من لم يكذبني - يعني
حذيفة - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820029لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء [ ص: 39 ] فقال : إن أمتك يقرءون القرآن على سبعة أحرف ، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ، ولا يرجع عنه . وقال
عبد الرحمن :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820030إن في أمتك الضعيف ، فمن قرأ على حرف فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه .
حديث آخر في معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد : قال
ابن جرير : حدثنا
إسماعيل بن موسى السدي ، حدثنا
شريك عن
أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد - يرفعه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820031أتاني ملكان ، فقال أحدهما : اقرأ . قال : على كم ؟ قال : على حرف . قال : زده ، حتى انتهى إلى سبعة أحرف . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في اليوم والليلة عن
عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن
إسحاق الأزرق عن
العوام بن حوشب ، عن
أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد قال : أتى
أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين اختلفا في القراءة ، فذكر الحديث .
وهكذا رواه
أحمد بن منيع عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن
العوام بن حوشب به ، ورواه
أبو عبيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن
العوام ، عن
أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد ، عن
أبي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجلين ، فذكره .
وقال
ابن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، حدثنا
إسرائيل عن
أبي إسحاق ، عن فلان العبدي - قال
ابن جرير : ذهب عني اسمه - عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد ، عن
أبي بن كعب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500703رحت إلى المسجد ، فسمعت رجلا يقرأ فقلت : من أقرأك ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : استقرئ هذا . قال : فقرأ ، فقال : أحسنت . قال : قلت : إنك أقرأتني كذا وكذا ! فقال : وأنت قد أحسنت . فقلت : قد أحسنت قد أحسنت . قال : فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أذهب عن أبي الشك . قال : ففضت عرقا ، وامتلأ جوفي فرقا . قال : ثم قال : إن الملكين أتياني ، فقال أحدهما : اقرأ القرآن على حرف ، وقال الآخر : زده . قال : قلت : زدني . فقال : اقرأه على حرفين ، حتى بلغ سبعة أحرف فقال : اقرأه على سبعة أحرف .
وقد رواه
أبو عبيد عن
حجاج ، عن
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
شتير العبدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد عن
أبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك ورواه
أبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ، عن
همام ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد ، عن
أبي بن كعب بنحوه .
[ ص: 40 ]
فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن
أبي بن كعب ، والظاهر أن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد الخزاعي شاهد على ذلك ، والله أعلم .
حديث آخر عن
أبي بكرة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، عن
حماد بن سلمة ، عن
علي بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500704أتاني جبريل وميكائيل ، عليهما السلام ، فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف واحد ، فقال ميكائيل : استزده ، فقال : اقرأ على سبعة أحرف ، كلها شاف كاف ، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة .
وهكذا رواه
ابن جرير عن
أبي كريب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب ، عن
حماد بن سلمة به ، وزاد في آخره : كقولك : هلم وتعال .
حديث آخر عن
سمرة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
بهز وعفان كلاهما عن
حماد بن سلمة ، حدثنا
قتادة ، عن
الحسن ، عن
سمرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500705أنزل القرآن على سبعة أحرف . إسناد صحيح ، ولم يخرجوه .
حديث آخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أنس بن عياض ، حدثني
أبو حازم ، عن
أبي سلمة - لا أعلمه إلا عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500706نزل القرآن على سبعة أحرف ، مراء في القرآن كفر - ثلاث مرات - فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
قتيبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=12049أبي ضمرة أنس بن عياض به .
حديث آخر عن
أم أيوب : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
سفيان عن
عبيد الله وهو ابن أبي يزيد - عن أبيه ، عن
أم أيوب - يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500707أنزل القرآن على سبعة أحرف ، أيها قرأت جزاك . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة .
حديث آخر عن
أبي جهيم : قال
أبو عبيد : حدثنا
إسماعيل بن جعفر ، عن
يزيد بن خصيفة ، عن
مسلم بن سعيد مولى الحضرمي وقال غيره : عن
nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد ، عن
أبي جهيم الأنصاري ؛
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500708أن رجلين اختلفا في آية من القرآن ، كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فلا [ ص: 41 ] تماروا ، فإن مراء فيه كفر . هكذا رواه
أبو عبيد على الشك وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد على الصواب ، فقال : حدثنا
أبو سلمة الخزاعي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، حدثني
يزيد بن خصيفة ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد ، حدثني
أبو جهيم ؛ nindex.php?page=hadith&LINKID=3500709أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا : تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا : تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : القرآن يقرأ على سبعة أحرف ، فلا تماروا في القرآن ، فإن مراء في القرآن كفر . وهذا إسناد صحيح - أيضا - ولم يخرجوه .
ثم قال
أبو عبيد : حدثنا
عبد الله بن صالح عن
الليث ، عن
يزيد بن الهاد ، عن
محمد بن إبراهيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد ، عن
أبي قيس - مولى عمرو بن العاص -
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500710أن رجلا قرأ آية من القرآن ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو - يعني ابن العاص - : إنما هي كذا وكذا ، بغير ما قرأ الرجل ، فقال الرجل : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ] حتى أتياه ، فذكرا ذلك له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فأي ذلك قرأتم أصبتم ، فلا تماروا في القرآن ، فإن مراء فيه كفر . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
أبي سلمة الخزاعي ، عن
عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد ، عن
أبي قيس مولى عمرو بن العاص به نحوه ، وفيه : فإن المراء فيه كفر أو إنه الكفر به . وهذا - أيضا - حديث جيد .
حديث آخر عن
ابن مسعود : قال
ابن جرير : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا
ابن وهب ، أخبرني
حيوة بن شريح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد ، عن
سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن
ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500711كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف : زاجر ، وآمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، وافعلوا ما أمرتم به ، وانتهوا عما نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا : ( آمنا به كل من عند ربنا . ثم رواه عن
كريب عن
المحاربي ، عن
ضمرة بن حبيب ، عن
القاسم بن عبد الرحمن ، عن
ابن مسعود من كلامه وهو أشبه . والله أعلم .
[ ص: 42 ] فصل
قال
أبو عبيد : قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني
عفان ، عن
حماد بن سلمة ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، عن
سمرة بن جندب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500712نزل القرآن على ثلاثة أحرف .
قال
أبو عبيد : ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة ، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه ، وهذا شيء غير موجود ، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب ، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى ، والثالث بلغة أخرى سواهما ، كذلك إلى السبعة ، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض ، وذلك بين في أحاديث تترى ، قال : وقد روى
الكلبي عن
أبي صالح عن
ابن عباس قال : نزل القرآن على سبع لغات ، منها خمس بلغة العجز من
هوازن .
قال
أبو عبيد :
العجز هم
بنو أسعد بن بكر ،
وجشم بن بكر ،
ونصر بن معاوية ،
وثقيف هم عليا
هوازن الذين قال
أبو عمرو بن العلاء : أفصح العرب عليا
هوازن وسفلى
تميم يعني
دارم . ولهذا قال
عمر : لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان
قريش أو
ثقيف .
قال
ابن جرير : واللغتان الأخريان :
قريش وخزاعة رواه
قتادة عن
ابن عباس ، ولكن لم يلقه .
قال
أبو عبيد : وحدثنا
هشيم عن
حصين بن عبد الرحمن ، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن
ابن عباس ؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر . قال
أبو عبيد : يعني أنه كان يستشهد به على التفسير . حدثنا
هشيم عن
أبي بشر ، عن
سعيد أو
مجاهد ، عن
ابن عباس في قوله : (
والليل وما وسق ) [ الانشقاق : 17 ] ، قال : ما جمع ، وأنشد :
قد اتسقن لو يجدن سائقا
حدثنا
هشيم ، أنبأنا
حصين ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس في قوله : (
فإذا هم بالساهرة ) [ النازعات : 14 ] ، قال : الأرض ، قال : وقال
ابن عباس : قال
أمية بن أبي الصلت :
عندهم لحم بحر ولحم ساهرة
[ ص: 43 ] حدثنا
يحيى بن سعيد عن
سفيان ، عن
إبراهيم بن مهاجر ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، قال : كنت لا أدري ما
فاطر السماوات والأرض ) [ فاطر : 1 ] ، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها . يقول : أنا ابتدأتها . إسناد جيد أيضا .
وقال الإمام
أبو جعفر بن جرير الطبري - رحمه الله - بعد ما أورد طرفا مما تقدم : وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجمع إذا كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه ثم قال : وما برهانك على ما قلته دون أن يكون معناه ما قاله مخالفوك من أنه نزل بأمر وزجر ، وترغيب وترهيب ، وقصص ومثل ، ونحو ذلك من الأقوال فقد علمت قائل ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة ؟ قيل له : إن الذين قالوا ذلك لم يدعوا أن تأويل الأخبار التي تقدم ذكرها ، هو ما زعمت أنهم قالوه في الأحرف السبعة ، التي نزل بها القرآن دون غيره فيكون ذلك لقولنا مخالفا ، وإنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه ، والذي قالوا من ذلك كما قالوا ، وقد روينا بمثل الذي قالوا من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة ، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة ، كما تقدم . يعني كما تقدم في رواية عن
أبي بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820038أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة .
قال
ابن جرير : والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي ، والترغيب والترهيب ، والقصص والمثل ، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي ، استوجب بها الجنة .
ثم بسط القول في هذا بما حاصله : أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف ، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان - رضي الله عنه - اختلاف الناس في القراءة ، وخاف من تفرق كلمتهم جمعهم على حرف واحد ، وهو هذا المصحف الإمام ، قال : واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة ، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية ، وتركت القراءة الأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ، ونظرا منها لأنفسها وعن بعدها من سائر أهل ملتها ، حتى درست من الأمة معرفتها ، وتعفت آثارها ، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها ؛ لدثورها وعفو آثارها . إلى أن قال : فإن قال من ضعفت معرفته : وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها ؟ قيل : إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض ، وإنما كان أمر إباحة ورخصة ؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة ، ويقطع خبره العذر ، ويزيل الشك من قراءة الأمة ، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين . إلى أن قال : فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه ، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق
[ ص: 44 ] الصورة في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824169أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف بعزل ؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر ، في قول أحد من علماء الأمة ، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر ، كما تقدم .
الحديث الثاني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله : حدثنا
سعيد بن عفير ، حدثنا
الليث ، حدثنا
عقيل ، عن
ابن شهاب قال : أخبرني
عروة بن الزبير : أن
المسور بن مخرمة nindex.php?page=showalam&ids=14937وعبد الرحمن بن عبد القارئ حدثاه أنهما سمعا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500713سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة ، فتبصرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : كذبت ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسله ، اقرأ يا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت ، ثم قال : اقرأ يا عمر ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت . إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرءوا ما تيسر منه .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري - أيضا -
ومسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طرق عن
الزهري ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد - أيضا - عن
ابن مهدي ، عن
مالك ، عن
الزهري ، عن
عروة ، عن
عبد الرحمن بن عبد ، عن
عمر ، فذكر الحديث بنحوه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الصمد ، حدثنا
حرب بن ثابت ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه ، عن جده قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500714قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال : فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : قد أحسنت . قال : فكأن عمر وجد من ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر ، إن القرآن كله صواب ، ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا .
وهذا إسناد حسن .
وحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت ، لا نعرف أحدا جرحه .
وقد اختلف العلماء في
معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال : قال
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره : وقد اختلف العلماء في المراء بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها
nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم محمد بن حبان البستي ، ونحن نذكر منها خمسة أقوال .
[ ص: 45 ]
قلت : ثم سردها
القرطبي ، وحاصلها ما أنا مورده ملخصا :
فالأول - وهو قول أكثر أهل العلم ، منهم
سفيان بن عيينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16472وعبد الله بن وهب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وأبو جعفر بن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي - : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو : أقبل وتعال وهلم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وأبين ما ذكر في ذلك حديث
أبي بكرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824170جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ على حرف ، فقال ميكائيل : استزده فقال : اقرأ على حرفين ، فقال ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف ، فقال : اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة ، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل .
وروي عن
ورقاء عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، عن
أبي بن كعب : أنه كان يقرأ : (
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ) [ الحديد : 13 ] : للذين آمنوا أمهلونا للذين آمنوا أخرونا للذين آمنوا ارقبونا ، وكان يقرأ : (
كلما أضاء لهم مشوا فيه ) [ البقرة : 20 ] : مروا فيه سعوا فيه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي . وغيره : وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات ، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش ، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ وقد ادعى
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي والقاضي الباقلاني nindex.php?page=showalam&ids=13332والشيخ أبو عمرو بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة .
قلت : وقال بعضهم : إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم ، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا ، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها
جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره ، عليه الصلاة والسلام ، وعزم عليهم ألا يقرءوا بغيرها ، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة ، ولكنها أفضت إلى الفرقة والاختلاف ، كما ألزم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاثة المجموعة حين تتابعوا فيها وأكثروا منها ، قال : فلو أنا أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم . وكان كذلك ينهى عن المتعة في أشهر الحج لئلا ينقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج . وقد كان
أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين .
القول الثاني : أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله : (
وعبد الطاغوت ) [ المائدة : 60 ] و
يرتع ويلعب ) [ يوسف : 12 ] . قال
القرطبي : ذهب إلى هذا القول
أبو عبيد ، واختاره
ابن عطية . قال
أبو عبيد : وبعض اللغات أسعد به من بعض ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12604القاضي الباقلاني : ومعنى قول
عثمان : إنه نزل بلسان
قريش ، أي : معظمه ، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة
قريش كله ، قال الله تعالى : (
قرآنا عربيا ) [ يوسف : 2 ] ، ولم يقل :
قرشيا . قال : واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا ، يعني حجازها ويمنها ، وكذلك قال
الشيخ أبو عمر بن [ ص: 46 ] عبد البر ، قال : لأن غير لغة
قريش موجودة في صحيح القراءات بتحقيق الهمزات ، فإن
قريشا لا تهمز . وقال
ابن عطية : قال
ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى : (
فاطر السماوات والأرض ) [ فاطر : 1 ] ، حتى سمعت أعرابيا يقول لبئر ابتدأ حفرها : أنا فطرتها .
القول الثالث : أن لغات القرآن السبع منحصرة في
مضر على اختلاف قبائلها خاصة ؛ لقول
عثمان : إن القرآن نزل بلغة
قريش ،
وقريش هم
بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب ، كما نطق به الحديث في سنن
ابن ماجه وغيره .
القول الرابع - وحكاه
الباقلاني عن بعض العلماء - : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء ، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل : (
ويضيق صدري ) [ الشعراء : 13 ] و " يضيق " ، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل : (
فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) [ سبأ : 19 ] و " باعد " بين أسفارنا ، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل : (
ننشزها ) [ البقرة : 259 ] ، و " ننشرها " أو بالكلمة مع بقاء المعنى [ مثل ]
كالعهن المنفوش ) [ القارعة : 5 ] ، أو كالصوف المنفوش أو باختلاف الكلمة بالتقدم والتأخر مثل : (
وجاءت سكرة الموت بالحق ) [ ق : 19 ] ، أو سكرة الحق بالموت ، أو بالزيادة مثل تسع وتسعون نعجة أنثى ، وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين . فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور .
القول الخامس : أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ، ونهي ، ووعد ، ووعيد ، وقصص ، ومجادلة ، وأمثال . قال
ابن عطية : وهذا ضعيف ؛ لأن هذه لا تسمى حروفا ، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني ، وقد أورد
nindex.php?page=showalam&ids=12604القاضي الباقلاني في هذا حديثا ، ثم قال : وليست هذه هي التي أجاز لهم القراء بها .
فصل
قال
القرطبي : قال كثير من علمائنا
كالداودي nindex.php?page=showalam&ids=15350وابن أبي صفرة وغيرهما : هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها ، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه
عثمان المصحف . ذكره
ابن النحاس وغيره .
قال
القرطبي : وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها ، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده . قال : وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات ، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، رحمه الله :