تفسير سورة الأعراف .
[ ص: 386 ] [ ص: 387 ] بسم الله الرحمن الرحيم .
(
المص ( 1 )
كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ( 2 )
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ( 3 ) ) .
قد تقدم الكلام في أول " سورة البقرة " على ما يتعلق بالحروف ، وبسطه ، واختلاف الناس فيه .
وقال
ابن جرير : حدثنا
سفيان بن وكيع ، حدثنا أبي ، عن
شريك ، عن
عطاء بن السائب ، عن
أبي الضحى ، عن
ابن عباس : (
المص ) أنا الله أفصل وكذا قال
سعيد بن جبير .
قوله (
كتاب أنزل إليك ) أي : هذا كتاب أنزل إليك ، أي : من ربك ، (
فلا يكن في صدرك حرج منه ) قال
مجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : شك منه .
وقيل : لا تتحرج به في إبلاغه والإنذار به واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل; ولهذا قال : (
لتنذر به ) أي : أنزل إليك لتنذر به الكافرين ، (
وذكرى للمؤمنين ) .
ثم قال تعالى مخاطبا للعالم : (
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) أي : اقتفوا آثار النبي الأمي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه ، (
ولا تتبعوا من دونه أولياء ) أي : لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره ، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره .
(
قليلا ما تذكرون ) كقوله : (
وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [ يوسف : 103 ] . وقوله : (
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) [ الأنعام : 116 ] وقوله : (
وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) [ يوسف : 106 ] .