(
لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ( 48 ) )
يقول تعالى محرضا لنبيه عليه السلام على المنافقين : (
لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور ) أي : لقد أعملوا فكرهم وأجالوا آراءهم في كيدك وكيد أصحابك وخذلان دينك وإخماله مدة طويلة ،
[ ص: 161 ] وذلك أول مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -
المدينة رمته العرب عن قوس واحدة ، وحاربته يهود
المدينة ومنافقوها ، فلما نصره الله يوم بدر وأعلى كلمته ، قال
عبد الله بن أبي وأصحابه : هذا أمر قد توجه . فدخلوا في الإسلام ظاهرا ، ثم كلما أعز الله الإسلام وأهله غاظهم ذلك وساءهم ؛ ولهذا قال تعالى : (
حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون )