(
هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ( 10 )
ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ( 11 ) )
[ ص: 561 ]
لما ذكر سبحانه ما أنعم به عليهم من الأنعام والدواب ، شرع في ذكر نعمته عليهم في إنزال المطر من السماء - وهو العلو - مما لهم فيه بلغة ومتاع لهم ولأنعامهم ، فقال : (
لكم منه شراب ) أي : جعله عذبا زلالا يسوغ لكم شرابه ، ولم يجعله ملحا أجاجا .
(
ومنه شجر فيه تسيمون ) أي : وأخرج لكم به شجرا ترعون فيه أنعامكم . كما قال
ابن عباس ، وعكرمة والضحاك ،
وقتادة وابن زيد في قوله : (
فيه تسيمون ) أي : ترعون .
ومنه الإبل السائمة ، والسوم : الرعي .
وروى
ابن ماجه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823806أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن السوم قبل طلوع الشمس .
وقوله : (
ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ) أي : يخرجها من الأرض بهذا الماء الواحد ، على اختلاف صنوفها وطعومها وألوانها وروائحها وأشكالها ; ولهذا قال : (
إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) أي : دلالة وحجة على أنه لا إله إلا الله ، كما قال تعالى : (
أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ) [ النمل : 60 ]
ثم قال تعالى :