(
أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ( 48 )
ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ( 49 )
يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ( 50 ) )
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء ، ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها : جمادها وحيواناتها ، ومكلفوها من الإنس والجن والملائكة ، فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ
[ ص: 576 ] ذات اليمين وذات الشمال ، أي : بكرة وعشيا ، فإنه ساجد بظله لله تعالى .
قال
مجاهد : إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله - عز وجل - . وكذا قال
قتادة ،
والضحاك ، وغيرهم .
وقوله : (
وهم داخرون ) أي : صاغرون .
وقال
مجاهد أيضا : سجود كل شيء فيه . وذكر الجبال قال : سجودها فيها .
وقال
أبو غالب الشيباني : أمواج البحر صلاته .
ونزلهم منزلة من يعقل إذ أسند السجود إليهم .
ثم قال : (
ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة ) كما قال : (
ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) [ الرعد : 15 ] وقوله : (
والملائكة وهم لا يستكبرون ) أي : تسجد لله أي غير مستكبرين عن عبادته ، (
يخافون ربهم من فوقهم ) أي : يسجدون خائفين وجلين من الرب جل جلاله ، (
ويفعلون ما يؤمرون ) أي : مثابرين على طاعته تعالى ، وامتثال أوامره ، وترك زواجره .