[ ص: 5 ] [ بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم ] تفسير سورة الإسراء
وهي مكية
قال
الإمام [ الحافظ المتقن أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ] البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس ، حدثنا
شعبة ، عن
أبي إسحاق قال : سمعت
عبد الرحمن بن يزيد ، سمعت
ابن مسعود - رضي الله عنه - قال في بني إسرائيل والكهف ومريم : إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
عبد الرحمن ، حدثنا
حماد بن زيد ، عن
مروان ، عن
أبي لبابة ، سمعت
عائشة تقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول : ما يريد أن يفطر ، ويفطر حتى نقول : ما يريد أن يصوم ، وكان يقرأ كل ليلة " بني إسرائيل " ، و " الزمر " .
(
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ( 1 ) )
يمجد تعالى نفسه ، ويعظم شأنه ، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره (
الذي أسرى بعبده ) يعني
محمدا ، صلوات الله وسلامه عليه ) ليلا ) أي في جنح الليل (
من المسجد الحرام ) وهو
مسجد مكة (
إلى المسجد الأقصى ) وهو
بيت المقدس الذي هو إيلياء ، معدن الأنبياء من لدن
إبراهيم الخليل ؛ ولهذا جمعوا له هنالك كلهم ، فأمهم في محلتهم ، ودارهم ، فدل على أنه هو الإمام الأعظم ، والرئيس المقدم ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
وقوله : (
الذي باركنا حوله ) أي : في الزروع والثمار ) لنريه ) أي : محمدا ) من آياتنا ) أي : العظام كما قال تعالى : (
لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) [ النجم : 18 ] .
وسنذكر من ذلك ما وردت به السنة من الأحاديث عنه ، صلوات الله عليه وسلامه .
وقوله : (
إنه هو السميع البصير ) أي : السميع لأقوال عباده ، مؤمنهم وكافرهم ، مصدقهم
[ ص: 6 ] ومكذبهم ، البصير بهم فيعطي كلا ما يستحقه في الدنيا والآخرة .