القول في
تأويل قوله ( ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون )
يعني - جل ثناؤه - بقوله :
ولكل جعلنا موالي ، ولكلكم ، أيها الناس " جعلنا موالي " يقول : ورثة من بني عمه وإخوته وسائر عصبته غيرهم .
والعرب تسمي ابن العم " المولى " ومنه قول الشاعر :
[ ص: 270 ] ومولى رمينا حوله وهو مدغل بأعراضنا والمنديات سروع
يعني بذلك : وابن عم رمينا حوله ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن العباس :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تظهرن لنا ما كان مدفونا
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
9258 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
أبو أسامة قال : حدثنا
إدريس قال : حدثنا
طلحة بن مصرف ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قوله :
ولكل جعلنا موالي ، قال : ورثة .
9259 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس :
ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان ، قال : الموالي العصبة ، يعني الورثة .
9260 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : حدثنا
مؤمل قال : حدثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد في قوله :
ولكل جعلنا موالي ، قال :
الموالي العصبة .
[ ص: 271 ] 9261 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
الثوري ، عن
منصور ، عن
مجاهد قوله :
ولكل جعلنا موالي ، قال : هم الأولياء .
9262 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة :
ولكل جعلنا موالي ، يقول : عصبة .
9263 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله :
ولكل جعلنا موالي ، قال : الموالي أولياء الأب ، أو الأخ ، أو ابن الأخ ، أو غيرهما من العصبة .
9264 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
ولكل جعلنا موالي ، أما " موالي " فهم أهل الميراث .
9265 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله :
ولكل جعلنا موالي ، قال : الموالي : العصبة . هم كانوا في الجاهلية الموالي ، فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسما ، فقال الله تبارك وتعالى : (
فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) [ سورة الأحزاب : 5 ] ، فسموا : " الموالي " قال : و " المولى " اليوم موليان : مولى يرث ويورث ، فهؤلاء ذوو الأرحام - ومولى يورث ولا يرث ، فهؤلاء العتاقة . وقال : ألا ترون قول زكريا : (
وإني خفت الموالي من ورائي ) [ سورة مريم : 5 ] ؟ فالموالي هاهنا الورثة .
ويعني بقوله :
مما ترك الوالدان والأقربون ، مما تركه والده وأقرباؤه من الميراث .
[ ص: 272 ] قال
أبو جعفر : فتأويل الكلام : ولكلكم ، أيها الناس ، جعلنا عصبة يرثون به مما ترك والده وأقرباؤه من ميراثهم .