القول في
تأويل قوله ( وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ( 87 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله تعالى ذكره : (
وإن كان طائفة منكم ) ، وإن كانت جماعة منكم وفرقة ( آمنوا ) ، يقول : صدقوا بالذي أرسلت به من إخلاص العبادة لله ، وترك معاصيه ، وظلم الناس ، وبخسهم في المكاييل والموازين ، فاتبعوني على ذلك (
وطائفة لم يؤمنوا ) ، يقول : وجماعة أخرى لم يصدقوا بذلك ، ولم يتبعوني عليه (
فاصبروا حتى يحكم الله بيننا ) ، يقول : فاحتبسوا على قضاء
[ ص: 561 ] الله الفاصل بيننا وبينكم (
وهو خير الحاكمين ) ، يقول : والله خير من يفصل وأعدل من يقضي ، لأنه لا يقع في حكمه ميل إلى أحد ، ولا محاباة لأحد .