[ ص: 47 ] القول في
تأويل قوله ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ( 131 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فإذا جاءت
آل فرعون العافية والخصب والرخاء وكثرة الثمار ، ورأوا ما يحبون في دنياهم (
قالوا لنا هذه ) ، نحن أولى بها (
وإن تصبهم سيئة ) ، يعني جدوب وقحوط وبلاء (
يطيروا بموسى ومن معه ) ، يقول : يتشاءموا ويقولوا : ذهبت حظوظنا وأنصباؤنا من الرخاء والخصب والعافية ، مذ جاءنا
موسى عليه السلام .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
14983 - حدثني
محمد بن عمرو قال ، حدثنا
أبو عاصم قال ، حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : (
فإذا جاءتهم الحسنة ) ، العافية والرخاء (
قالوا لنا هذه ) ، نحن أحق بها (
وإن تصبهم سيئة ) ، بلاء وعقوبة ( يطيروا ) ، يتشاءموا
بموسى .
14984 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
أبو حذيفة قال ، حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد بنحوه .
14985 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال ، قال
ابن زيد ، في قوله : (
فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) ، قالوا : ما أصابنا هذا إلا بك يا
موسى وبمن معك ، ما رأينا شرا ولا أصابنا حتى رأيناك! وقوله : (
فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه ) ، قال : الحسنة
[ ص: 48 ] ما يحبون . وإذا كان ما يكرهون قالوا : ما أصابنا هذا إلا بشؤم هؤلاء الذين ظلموا! قال
قوم صالح : (
اطيرنا بك وبمن معك ) ، فقال الله : (
طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ) ، [ سورة النمل : 47 ] .