[ ص: 194 ] (
أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ( 79 )
وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ( 80 ) )
(
أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ) قال
كعب : كانت لعشرة إخوة خمسة زمنى وخمسة يعملون في البحر وفيه دليل على أن المسكين وإن كان يملك شيئا فلا يزول عنه اسم المسكنة إذا لم يقم ما يملك بكفايته (
يعملون في البحر ) أي : يؤاجرون ويكتسبون بها (
فأردت أن أعيبها ) أجعلها ذات عيب .
(
وكان وراءهم ) أي أمامهم ( ملك ) كقوله : "
من ورائه جهنم " ( إبراهيم - 16 ) .
وقيل : " وراءهم " خلفهم وكان رجوعهم في طريقهم عليه والأول أصح يدل عليه قراءة
ابن عباس " وكان أمامهم ملك " .
(
يأخذ كل سفينة غصبا ) أي : كل سفينة صالحة غصبا وكان
ابن عباس يقرأ كذلك
فخرقها وعيبها الخضر حتى لا يأخذها الملك الغاصب وكان اسمه
الجلندي وكان كافرا .
قال
محمد بن إسحاق : اسمه "
متوله بن جلندي الأزدي " .
وقال
شعيب الجبائي : اسمه "
هدد بن بدد " .
وروي أن
الخضر اعتذر إلى القوم وذكر لهم شأن الملك الغاصب ولم يكونوا يعلمون بخبره وقال : أردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها فإذا جاوزوه أصلحوها فانتفعوا بها قيل : سدوها بقارورة وقيل : بالقار . قوله عز وجل : (
وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا ) أي فعلمنا [ وفي قراءة
ابن عباس : " وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين فخشينا " أي : فعلمنا ] (
أن يرهقهما ) يغشيهما وقال
الكلبي : يكلفهما ( طغيانا وكفرا ) قال
سعيد بن جبير : فخشينا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه .