(
خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ( 108 )
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( 109 )
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ( 110 ) )
(
خالدين فيها لا يبغون ) لا يطلبون (
عنها حولا ) أي : تحولا إلى غيرها . قال
ابن عباس : لا يريدون أن يتحولوا عنها ، كما ينتقل الرجل من دار إذا لم توافقه إلى دار أخرى . قوله عز وجل : (
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي ) قال
ابن عباس : قالت
اليهود [ يا
محمد ] تزعم أنا قد أوتينا الحكمة وفي كتابك
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ثم تقول :
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فأنزل الله هذه الآية .
وقيل : لما نزلت : "
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ، قالت
اليهود : أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء . فأنزل الله تعالى (
قل لو كان البحر مدادا ) سمي المداد مدادا لإمداد الكاتب ، وأصله من الزيادة ومجيء الشيء بعد الشيء .
قال
مجاهد : لو كان البحر مدادا للقلم ، والقلم يكتب (
لنفد البحر ) أي : ماؤه (
قبل أن تنفد ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " ينفد " بالياء لتقدم الفعل ، والباقون بالتاء (
كلمات ربي ) أي : علمه وحكمه (
ولو جئنا بمثله مددا ) معناه :
لو كان الخلائق يكتبون والبحر يمدهم لنفد البحر ولم تنفد كلمات ربي ، ولو جئنا بمثل ماء البحر في كثرته مددا أو زيادة . [ و " مددا " منصوب على التمييز ] نظيره قوله تعالى : "
ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " ( لقمان - 27 ) . قوله عز وجل : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) قال
ابن عباس :
[ ص: 213 ] علم الله رسوله التواضع؛ لئلا يزهو على خلقه ، فأمره أن يقر فيقول : إني آدمي مثلكم ، إلا أني خصصت بالوحي وأكرمني الله به ، يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد لا شريك له ( فمن كان يرجو لقاء ربه ) أي : يخاف المصير إليه . وقيل : يأمل رؤية ربه . فالرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل جميعا ، قال الشاعر :
ولا كل ما ترجو من الخير كائن ولا كل ما ترجو من الشر واقع
فجمع بين المعنيين .
( فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) أي : لا يرائي بعمله .
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا
محمد بن يوسف أنبأنا
أبو نعيم أخبرنا
سفيان عن
سلمة هو ابن كهيل قال : سمعت
جندبا يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815076من سمع ، سمع الله به . ومن يرائي يرائي الله به " .
وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=814856إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " ، قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال : " الرياء " .
أخبرنا
أحمد بن عبد الله الصالحي أنبأنا
أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبي حدثنا
شعيب قال : حدثنا
الليث عن
أبي الهاد عن
عمرو عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815077إن الله تبارك وتعالى يقول : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء ، هو للذي عمله " .
[ ص: 214 ]
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا
أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان حدثنا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني حدثنا
حميد بن زنجويه حدثنا
حفص بن عمر حدثنا
همام عن
قتادة حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن
معدان بن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815078من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " .
وأخبرنا
عبد الواحد المليحي أنبأنا
أبو منصور السمعاني حدثنا
أبو جعفر الرياني حدثنا
حميد بن زنجويه حدثنا
أبو الأسود حدثنا
ابن لهيعة عن
زياد عن
سهل هو ابن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815079من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورا من قدميه إلى رأسه ، ومن قرأها كلها كانت له نورا من الأرض إلى السماء " .