[ ص: 230 ] (
قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ( 30 )
وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ( 31 )
وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ( 32 )
والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ( 33 ) )
(
قال إني عبد الله ) وقال
وهب : أتاها
زكريا عند مناظرتها
اليهود ، فقال
لعيسى : انطق بحجتك إن كنت أمرت بها ، فقال عند ذلك
عيسى عليه السلام وهو ابن أربعين يوما وقال
مقاتل : بل هو يوم ولد : إني عبد الله ، أقر على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ما تكلم لئلا يتخذ إلها (
آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) قيل : معناه سيؤتيني الكتاب ويجعلني نبيا .
وقيل : هذا إخبار عما كتب له في اللوح المحفوظ ، كما
nindex.php?page=hadith&LINKID=815082قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى كنت نبيا؟ قال : " كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد " .
وقال الأكثرون أوتي الإنجيل وهو صغير طفل ، وكان يعقل عقل الرجال .
وعن
الحسن : أنه قال : ألهم التوراة وهو في بطن أمه . (
وجعلني مباركا أين ما كنت ) أي : نفاعا حيث ما توجهت . وقال
مجاهد : معلما للخير . وقال
عطاء : أدعو إلى الله وإلى توحيده وعبادته . وقيل : مباركا على من تبعني .
( وأوصاني بالصلاة والزكاة ) أي : أمرني بهما .
فإن قيل : لم يكن
لعيسى مال ، فكيف يؤمر بالزكاة؟
قيل : معناه بالزكاة لو كان لي مال . وقيل : بالاستكثار من الخير .
(
ما دمت حيا وبرا بوالدتي ) أي وجعلني برا بوالدتي ، (
ولم يجعلني جبارا شقيا ) أي عاصيا لربه . قيل : " الشقي " : الذي يذنب ولا يتوب . (
والسلام علي يوم ولدت ) أي : السلامة عند الولادة من طعن الشيطان . (
ويوم أموت )
[ ص: 231 ] أي : عند الموت من الشرك ، (
ويوم أبعث حيا ) من الأهوال . ولما كلمهم
عيسى بهذا علموا براءة
مريم ، ثم سكت
عيسى عليه السلام ، فلم يتكلم بعد ذلك حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان .