(
إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ( 42 )
يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا ( 43 )
يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا ( 44 )
يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ( 45 )
قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ( 46 ) )
( إذ قال )
إبراهيم ( لأبيه )
آزر وهو يعبد الأصنام (
يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ) صوتا ( ولا يبصر ) شيئا (
ولا يغني عنك ) أي لا يكفيك ( شيئا ) (
يا أبت إني قد جاءني من العلم ) بالله والمعرفة (
ما لم يأتك فاتبعني ) على ديني (
أهدك صراطا سويا ) مستقيما . (
يا أبت لا تعبد الشيطان ) لا تطعه فيما يزين لك من الكفر والشرك (
إن الشيطان كان للرحمن عصيا ) عاصيا " كان " بمعنى الحال أي : هو كذلك . (
يا أبت إني أخاف ) أي : أعلم ( أن يمسك ) يصيبك (
عذاب من الرحمن ) أي : إن أقمت على الكفر (
فتكون للشيطان وليا ) قرينا في النار . ( قال ) أبوه مجيبا له : (
أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته ) لئن لم تسكت وترجع عن عيبك آلهتنا وشتمك إياها ، (
لأرجمنك ) قال
الكلبي ومقاتل والضحاك : لأشتمنك ولأبعدنك عني بالقول القبيح .
قال
ابن عباس لأضربنك . وقال
عكرمة : لأقتلنك بالحجارة .
(
واهجرني مليا ) قال
الكلبي : اجنبني طويلا . وقال
مجاهد وعكرمة : حينا .
وقال
سعيد بن جبير : دهرا . وأصل " الحين " : المكث ، ومنه يقال : فمكثت حينا " والملوان " : الليل والنهار .
[ ص: 235 ]
وقال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء : سالما . وقال
ابن عباس : اعتزلني سالما لا تصيبك مني معرة ، يقال : فلان ملي بأمر كذا : إذا كان كافيا .