( (
ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ( 50 )
واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا ( 51 ) (
وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ( 52 ) )
(
ووهبنا لهم من رحمتنا ) قال
الكلبي : المال والولد ، وهو قول الأكثرين ، قالوا : ما بسط لهم في الدنيا من سعة الرزق . وقيل : الكتاب والنبوة .
(
وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) يعني ثناء حسنا رفيعا في كل أهل الأديان ، فكلهم يتولونهم ، ويثنون عليهم . قوله عز وجل (
واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا ) غير مراء أخلص العبادة والطاعة لله عز وجل وقرأ
أهل الكوفة " مخلصا " بفتح اللام أي : مختارا اختاره الله عز وجل وقيل : أخلصه الله من الدنس . ( وكان رسولا نبيا )
( وناديناه من جانب الطور الأيمن ) يعني : يمين
موسى والطور : جبل بين
مصر ومدين . ويقال : اسمه "
الزبير " وذلك حين أقبل من
مدين ورأى النار فنودي "
يا موسى إني أنا الله رب العالمين " ( القصص : 30 ) .
(
وقربناه نجيا ) أي : مناجيا ، فالنجي المناجي ، كما يقال : جليس ونديم .
قال
ابن عباس : معناه : قربه فكلمه ، ومعنى التقريب : إسماعه كلامه .
[ ص: 237 ]
وقيل : رفعه على الحجب حتى سمع صرير القلم .