[ ص: 271 ] (
ويسر لي أمري ( 26 )
واحلل عقدة من لساني ( 27 )
يفقهوا قولي ( 28 )
واجعل لي وزيرا من أهلي ( 29 )
هارون أخي ( 30 )
اشدد به أزري ( 31 )
وأشركه في أمري ( 32 ) )
( ويسر لي أمري ) أي : سهل علي ما أمرتني به من تبليغ الرسالة إلى
فرعون .
( واحلل عقدة من لساني ) وذلك أن
موسى كان في حجر
فرعون ذات يوم في صغره ، فلطم
فرعون لطمة وأخذ بلحيته ، فقال
فرعون لآسية امرأته : إن هذا عدوي . وأراد أن يقتله ، فقالت
آسية : إنه صبي لا يعقل ولا يميز . وفي رواية أن
أم موسى لما فطمته ردته ،
فنشأ موسى في حجر فرعون وامرأته آسية يربيانه ، واتخذاه ولدا ، فبينما هو يلعب يوما بين يدي
فرعون وبيده قضيب يلعب به إذ رفع القضيب فضرب به رأس
فرعون فغضب
فرعون وتطير بضربه ، حتى هم بقتله ، فقالت
آسية : أيها الملك إنه صغير لا يعقل فجربه إن شئت ، وجاءت بطشتين : في أحدهما الجمر ، وفي الآخر الجواهر ، فوضعتهما بين يدي
موسى فأراد أن يأخذ الجواهر ، فأخذ
جبريل بيد
موسى فوضعها على النار فأخذ جمرة فوضعها في فمه فاحترق لسانه وصارت عليه عقدة . (
يفقهوا قولي ) يقول : احلل العقدة كي يفقهوا كلامي . (
واجعل لي وزيرا ) معينا وظهيرا ، (
من أهلي ) والوزير من يوازرك ويعينك ويتحمل عنك بعض ثقل عملك ، ثم بين من هو فقال : (
هارون أخي ) وكان
هارون أكبر من
موسى بأربع سنين ، وكان أفصح منه لسانا وأجمل وأوسم ، وأبيض اللون ، وكان
موسى آدم أقنى جعدا . (
اشدد به أزري ) قو به ظهري . (
وأشركه في أمري ) أي : في النبوة وتبليغ الرسالة ، وقرأ
ابن عامر " أشدد " بفتح الألف " وأشركه " بضمها على الجواب ، حكاية عن
موسى ، أي : أفعل ذلك ، وقرأ الآخرون على الدعاء
[ ص: 272 ] والمسألة ، عطفا على ما تقدم من قوله : (
قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري )