(
قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ( 46 )
فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ( 47 )
إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ( 48 )
قال فمن ربكما ياموسى ( 49 )
قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( 50 ) )
(
قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) قال
ابن عباس : أسمع دعاءكما فأجيبه ، وأرى ما يراد بكما فأمنعه ، لست بغافل عنكما ، فلا تهتما . (
فأتياه فقولا إنا رسولا ربك ) أرسلنا إليك ، (
فأرسل معنا بني إسرائيل ) أي : خل عنهم وأطلقهم من أعمالك ، (
ولا تعذبهم ) لا تتعبهم في العمل . وكان فرعون يستعملهم في الأعمال الشاقة ، (
قد جئناك بآية من ربك ) قال فرعون : وما هي؟ فأخرج يده لها شعاع كشعاع الشمس ، (
والسلام على من اتبع الهدى ) ليس المراد منه التحية ، إنما معناه سلم من عذاب الله من أسلم . (
إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ) إنما يعذب الله من كذب بما جئنا به وأعرض عنه . (
قال فمن ربكما ياموسى ) من إلهكما الذي أرسلكما؟ (
قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) قال
الحسن وقتادة : أعطى كل شيء صلاحه ، وهداه لما يصلحه .
وقال
مجاهد : أعطى كل شيء صورته ، لم يجعل خلق الإنسان كخلق البهائم ، ولا خلق البهائم كخلق الإنسان ، ثم هداه إلى منافعه من المطعم والمشرب والمنكح .
وقال
الضحاك : " أعطى كل شيء خلقه : يعني اليد للبطش ، والرجل للمشي ، واللسان للنطق ، والعين للنظر ، والأذن للسمع .
[ ص: 277 ] وقال
سعيد بن جبير : (
أعطى كل شيء خلقه ) يعني زوج للإنسان المرأة ، وللبعير الناقة ، وللحمار الأتان ، وللفرس الرمكة . (
ثم هدى ) أي : ألهمه كيف يأتي الذكر الأنثى .