[ ص: 284 ] (
قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( 68 )
وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ( 69 )
فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( 70 )
قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ( 71 )
قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ( 72 ) )
( قلنا )
لموسى : (
لا تخف إنك أنت الأعلى ) أي : الغالب ، يعني : لك الغلبة والظفر . (
وألق ما في يمينك ) يعني العصا ، ( تلقف ) تلتقم وتبتلع ، ( ما صنعوا ) قرأ
ابن عامر " تلقف " برفع الفاء هاهنا ، وقرأ الآخرون بالجزم على جواب الأمر ، (
إنما صنعوا ) إن الذي صنعوا ، (
كيد ساحر ) أي : حيلة " سحر " ، هكذا قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : بكسر السين بلا ألف ، وقرأ الآخرون : " ساحر " لأن إضافة الكيد إلى الفاعل أولى من إضافته إلى الفعل ، وإن كان ذلك لا يمتنع في العربية ، (
ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من الأرض ، قال
ابن عباس : لا يسعد حيث كان . وقيل : معناه حيث احتال . (
فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم ) لرئيسكم ومعلمكم ، (
الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي : على جذوع النخل (
ولتعلمن أينا أشد عذابا ) ; أنا على إيمانكم به ، أو رب موسى على ترك الإيمان به ؟ ( وأبقى ) أي : أدوم . ( قالوا ) يعني السحرة : (
لن نؤثرك ) لن نختارك ، (
على ما جاءنا من البينات )
[ ص: 285 ] يعني الدلالات ، قال
مقاتل : يعني اليد البيضاء والعصا .
وقيل : كان استدلالهم أنهم قالوا لو كان هذا سحرا فأين حبالنا وعصينا .
وقيل : (
من البينات ) يعني من التبيين والعلم .
حكي عن
القاسم بن أبي بزة أنه قال : إنهم لما ألقوا سجدا ما رفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة والنار ، ورأوا ثواب أهلها ، ورأوا منازلهم في الجنة ، فعند ذلك قالوا : لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ، (
والذي فطرنا ) أي : لن نؤثرك على الله الذي فطرنا ، وقيل : هو قسم ، (
فاقض ما أنت قاض ) أي : فاصنع ما أنت صانع ، (
إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ) أي : أمرك وسلطانك في الدنيا وسيزول عن قريب .