[ ص: 313 ] (
لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ( 17 )
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ( 18 )
وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ( 19 )
يسبحون الليل والنهار لا يفترون ( 20 ) )
( لو أردنا أن نتخذ لهوا ) اختلفوا في اللهو ، قال
ابن عباس في رواية
عطاء : اللهو المرأة ، وهو قول
الحسن وقتادة ، وقال في رواية
الكلبي : اللهو الولد ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، وهو في المرأة أظهر لأن الوطء يسمى لهوا في اللغة ، والمرأة محل الوطء (
لاتخذناه من لدنا ) أي : من عندنا من الحور العين لا من عندكم من أهل الأرض . وقيل : معناه لو كان جائزا ذلك في صفته لم يتخذه بحيث يظهر لهم ويستر ذلك حتى لا يطلعوا عليه .
وتأويل الآية أن
النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رد الله عليهم بهذا وقال : (
لاتخذناه من لدنا ) لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده ، لا عند غيره (
إن كنا فاعلين ) قال
قتادة ومقاتل nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج : ( إن ) للنفي ، أي : ما كنا فاعلين . وقيل : (
إن كنا فاعلين ) للشرط أي : إن كنا ممن يفعل ذلك لاتخذناه من لدنا ، ولكنا لم نفعله لأنه لا يليق بالربوبية . ( بل ) أي دع ذلك الذي قالوا فإنه كذب وباطل ، ( نقذف ) نرمي ونسلط ، ( بالحق ) بالإيمان ، (
على الباطل ) على الكفر ، وقيل : الحق قول الله ، أنه لا ولد له ، والباطل قولهم اتخذ الله ولدا ، ( فيدمغه ) فيهلكه ، وأصل الدمغ : شج الرأس حتى يبلغ الدماغ ، (
فإذا هو زاهق ) ذاهب ، والمعنى : نبطل كذبهم بما نبين من الحق حتى يضمحل ويذهب ، ثم أوعدهم على كذبهم فقال : (
ولكم الويل ) يا معشر الكفار ، (
مما تصفون ) الله بما لا يليق به من الصاحبة والولد . وقال
مجاهد : مما تكذبون . (
وله من في السماوات والأرض ) عبيدا وملكا ، (
ومن عنده ) يعني الملائكة ، (
لا يستكبرون عن عبادته ) لا يأنفون عن عبادته ولا يتعظمون عنها ، (
ولا يستحسرون ) لا يعيون ، يقال : حسر واستحسر إذا تعب وأعيا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : لا يتعظمون عن العبادة . (
يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) لا يضعفون ولا يسأمون ، قال
كعب الأحبار : التسبيح
[ ص: 314 ] لهم كالنفس لبني آدم .