(
فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ( 58 )
قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ( 59 )
قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ( 60 )
قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ( 61 ) )
(
فجعلهم جذاذا ) قرأ
الكسائي " جذاذا " بكسر الجيم أي كسرا وقطعا جمع جذيذ ، وهو الهشيم مثل خفيف وخفاف ، وقرأ الآخرون بضمه ، مثل الحطام والرفات ، (
إلا كبيرا لهم ) فإنه لم يكسره ووضع الفأس في عنقه ، وقيل ربطه بيده وكانت اثنين وسبعين صنما بعضها من ذهب وبعضها من فضة وبعضها من حديد ورصاص وشبة وخشب وحجر ، وكان الصنم الكبير من الذهب مكللا بالجواهر في عينيه ياقوتتان تتقدان . قوله تعالى : (
لعلهم إليه يرجعون ) قيل : معناه لعلهم يرجعون إلى دينه وإلى ما يدعوهم إليه إذا علموا ضعف الآلهة وعجزها ، وقيل : لعلهم إليه يرجعون فيسألونه ، فلما رجع القوم من عيدهم إلى بيت آلهتهم ورأوا أصنامهم جذاذا . (
قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ) أي : من المجرمين . ( قالوا ) يعني الذين سمعوا قول
إبراهيم : (
وتالله لأكيدن أصنامكم ) ، (
سمعنا فتى يذكرهم ) يعيبهم ويسبهم ، (
يقال له إبراهيم ) هو الذي نظن صنع هذا ، فبلغ ذلك
نمرود الجبار وأشراف قومه . (
قالوا فأتوا به على أعين الناس ) قال
نمرود : يقول جيئوا به ظاهرا بمرأى من الناس ، (
لعلهم يشهدون ) عليه أنه الذي فعله ، كرهوا أن يأخذوه بغير بينة ، قال
الحسن وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، وقال
[ ص: 325 ] محمد بن إسحاق (
لعلهم يشهدون ) أي يحضرون عقابه وما يصنع به