(
ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ( 30 ) )
( ذلك ) أي : الأمر ذلك ، يعني ما ذكر من أعمال الحج ، ( ومن يعظم حرمات الله ) أي
[ ص: 383 ] معاصي الله وما نهى عنه ، وتعظيمها ترك ملابستها . قال
الليث : حرمات الله ما لا يحل انتهاكها . وقال
الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه ، وذهب قوم إلى أن معنى الحرمات هاهنا : المناسك ، بدلالة ما يتصل بها من الآيات . وقال
ابن زيد : الحرمات هاهنا : البيت الحرام ،
والبلد الحرام والشهر الحرام ،
والمسجد الحرام ، والإحرام . (
فهو خير له عند ربه ) أي : تعظيم الحرمات خير له عند الله في الآخرة .
قوله عز وجل : (
وأحلت لكم الأنعام ) أن تأكلوها إذا ذبحتموها وهي الإبل والبقر والغنم ، (
إلا ما يتلى عليكم ) تحريمه ، وهو قوله في سورة المائدة : (
حرمت عليكم الميتة والدم ) ( المائدة : 3 ) ، الآية ، (
فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) أي : عبادتها ، يقول : كونوا على جانب منها فإنها رجس ، أي : سبب الرجس ، وهو العذاب ، والرجس : بمعنى الرجز . وقال
الزجاج : ( من ) هاهنا للتجنيس أي : اجتنبوا الأوثان التي هي رجس ، (
واجتنبوا قول الزور ) يعني : الكذب والبهتان . وقال
ابن مسعود :
شهادة الزور ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815147 " يا أيها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله " ، ثم قرأ هذه الآية . وقيل : هو قول المشركين في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك .