1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة الحج
  4. تفسير قوله تعالى " ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم "
صفحة جزء
[ ص: 395 ] ( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ( 53 ) وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ( 54 ) )

( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) أي : يبطله ويذهبه ، ( ثم يحكم الله آياته ) فيثبتها ، ( والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) أي : محنة وبلية ، شك ونفاق ، ( والقاسية ) يعني الجافية ، ( قلوبهم ) عن قبول الحق وهم المشركون ، وذلك أنهم افتتنوا لما سمعوا ذلك ، ثم نسخ ورفع فازدادوا عتوا ، وظنوا أن محمدا يقوله من تلقاء نفسه ثم يندم فيبطل ، ( وإن الظالمين ) المشركين ( لفي شقاق بعيد ) أي : في خلاف شديد . ( وليعلم الذين أوتوا العلم ) التوحيد والقرآن . وقال السدي : التصديق بنسخ الله تعالى ، ( أنه ) يعني : أن الذي أحكم الله من آيات القرآن هو ( الحق من ربك فيؤمنوا به ) أي : يعتقدوا [ ص: 396 ] أنه من الله ، ( فتخبت له قلوبهم ) أي : فتسكن إليه قلوبهم ، ( وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) أي : طريق قويم هو الإسلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية