[ ص: 395 ] (
ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ( 53 )
وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ( 54 ) )
(
فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) أي : يبطله ويذهبه ، (
ثم يحكم الله آياته ) فيثبتها ، (
والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) أي : محنة وبلية ، شك ونفاق ، (
والقاسية ) يعني الجافية ، ( قلوبهم ) عن قبول الحق وهم المشركون ، وذلك أنهم افتتنوا لما سمعوا ذلك ، ثم نسخ ورفع فازدادوا عتوا ، وظنوا أن
محمدا يقوله من تلقاء نفسه ثم يندم فيبطل ، (
وإن الظالمين ) المشركين (
لفي شقاق بعيد ) أي : في خلاف شديد . (
وليعلم الذين أوتوا العلم ) التوحيد والقرآن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : التصديق بنسخ الله تعالى ، ( أنه ) يعني : أن الذي أحكم الله من آيات القرآن هو (
الحق من ربك فيؤمنوا به ) أي : يعتقدوا
[ ص: 396 ] أنه من الله ، (
فتخبت له قلوبهم ) أي : فتسكن إليه قلوبهم ، (
وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) أي : طريق قويم هو الإسلام .