(
قال عما قليل ليصبحن نادمين ( 40 )
فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ( 41 )
ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( 42 ) (
ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( 43 )
ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون ( 44 ) )
(
قال عما قليل ) أي : عن قليل ، و " ما " صلة ،
[ ص: 418 ] ( ليصبحن ) ليصيرن ، ( نادمين ) على كفرهم وتكذيبهم . (
فأخذتهم الصيحة ) يعني صيحة العذاب ، ( بالحق ) قيل : أراد بالصيحة الهلاك . وقيل : صاح بهم
جبريل صيحة فتصدعت قلوبهم ، (
فجعلناهم غثاء ) وهو ما يحمله السيل من حشيش وعيدان شجر ، معناه : صيرناهم هلكى فيبسوا يبس الغثاء من نبات الأرض ، (
فبعدا للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ) أي : أقواما آخرين . (
ما تسبق من أمة أجلها ) أي : ما تسبق أمة أجلها أي : وقت هلاكها ، (
وما يستأخرون ) وما يتأخرون عن وقت هلاكهم . (
ثم أرسلنا رسلنا تترى ) أي : مترادفين يتبع بعضهم بعضا غير متواصلين ، لأن بين كل نبيين زمانا طويلا وهي فعلى من المواترة ، قال
الأصمعي : يقال واترت الخبر أي أتبعت بعضه بعضا ، وبين الخبرين [ هنيهة ] .
واختلف القراء فيه ، فقرأ
أبو جعفر ،
وابن كثير ،
وأبو عمرو : بالتنوين ، ويقفون بالألف ، ولا يميله
أبو عمرو ، وفي الوقف فيها كالألف في قولهم : رأيت زيدا ، وقرأ الباقون بلا تنوين ، والوقف عندهم يكون بالياء ، ويميله
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وهو مثل قولهم : غضبى وسكرى ، وهو اسم جمع مثل شتى ، وعلى القراءتين التاء الأولى بدل من الواو ، وأصله : " وترى " من المواترة والتواتر ، فجعلت الواو تاء ، مثل : التقوى والتكلان .
(
كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا ) بالهلاك ، أي : أهلكنا بعضهم في إثر بعض ، (
وجعلناهم أحاديث ) أي : سمرا وقصصا ، يتحدث من بعدهم بأمرهم وشأنهم ، وهي
[ ص: 419 ] جمع أحدوثة . وقيل : جمع حديث . قال
الأخفش : إنما هو في الشر ، وأما في الخير فلا يقال جعلتهم أحاديث وأحدوثة ، إنما يقال صار فلان حديثا ، (
فبعدا لقوم لا يؤمنون )