[ ص: 425 ] (
ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ( 75 )
ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ( 76 )
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ( 77 )
وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ( 78 )
وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون ( 79 )
وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون ( 80 ) )
(
ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ) قحط وجدوبة (
للجوا ) تمادوا ، (
في طغيانهم يعمهون ) ولم ينزعوا عنه . (
ولقد أخذناهم بالعذاب ) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على
قريش أن يجعل عليهم سنين كسني
يوسف ، فأصابهم القحط ، فجاء
أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنشدك الله والرحم ، ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ فقال : بلى ، فقال : قد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع ، فادع الله أن يكشف عنا هذا القحط ، فدعا فكشف عنهم ، فأنزل الله هذه الآية (
فما استكانوا لربهم ) أي : ما خضعوا وما ذلوا لربهم ، وأصله طلب السكون ، (
وما يتضرعون ) أي : لم يتضرعوا إلى ربهم بل مضوا على تمردهم . (
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد ) قال
ابن عباس : يعني القتل يوم بدر . وهو قول
مجاهد ، وقيل : هو الموت . وقيل : هو قيام الساعة ، (
إذا هم فيه مبلسون ) آيسون من كل خير . (
وهو الذي أنشأ لكم السمع ) أي : أنشأ لكم الأسماع (
والأبصار والأفئدة ) لتسمعوا وتبصروا وتعقلوا ، (
قليلا ما تشكرون ) أي : لم تشكروا هذه النعم . (
وهو الذي ذرأكم ) خلقكم ، (
في الأرض وإليه تحشرون ) تبعثون . (
وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار ) أي : تدبير الليل والنهار في الزيادة والنقصان ، قال
الفراء : جعلهما مختلفين ، يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض ، (
أفلا تعقلون ) ما ترون من صنعة فتعتبرون .