[ ص: 426 ] (
بل قالوا مثل ما قال الأولون ( 81 )
قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ( 82 )
لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين ( 83 )
قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ( 84 )
سيقولون لله قل أفلا تذكرون ( 85 )
قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ( 86 )
سيقولون لله قل أفلا تتقون ( 87 )
قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون ( 88 ) )
(
بل قالوا مثل ما قال الأولون ) أي : كذبوا كما كذب الأولون . (
قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) لمحشورون ، قالوا ذلك على طريق الإنكار والتعجب . (
لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا ) الوعد ، ( من قبل ) أي : وعد آباءنا قوم ذكروا أنهم رسل الله فلم نر له حقيقة ، (
إن هذا إلا أساطير الأولين ) أكاذيب الأولين . ( قل ) يا
محمد مجيبا لهم ، يعني أهل
مكة ، (
لمن الأرض ومن فيها ) من الخلق ، (
إن كنتم تعلمون ) خالقها ومالكها . (
سيقولون لله ) ولا بد لهم من ذلك لأنهم يقرون أنها مخلوقة . ( قل ) لهم إذا أقروا بذلك : (
أفلا تذكرون ) فتعلمون أن من قدر على خلق الأرض ومن فيها ابتداء يقدر على إحيائهم بعد الموت . (
قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ) . (
سيقولون لله ) قرأ العامة " لله " ومثله ما بعده ، فجعلوا الجواب على المعنى ، كقول القائل للرجل : من مولاك؟ فيقول : لفلان ، أي أنا لفلان وهو مولاي . وقرأ أهل
البصرة فيهما " الله " وكذلك هو في مصحف أهل
البصرة ، وفي سائر المصاحف ، مكتوب بالألف كالأول ، (
قل أفلا تتقون ) تحذرون . (
قل من بيده ملكوت كل شيء ) الملكوت الملك ، والتاء فيه للمبالغة ، (
وهو يجير ) أي : يؤمن من يشاء (
ولا يجار عليه ) أي : لا يؤمن من أخافه الله ، أو يمنع هو من السوء من يشاء ، ولا يمنع منه من أراده بسوء ، (
إن كنتم تعلمون ) قيل : معناه أجيبوا إن كنتم تعلمون .