[ ص: 427 ] (
سيقولون لله قل فأنى تسحرون ( 89 ) (
بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ( 90 )
ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ( 91 )
عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( 92 )
قل رب إما تريني ما يوعدون ( 93 )
رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ( 94 )
وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( 95 )
ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون ( 96 ) )
(
سيقولون لله قل فأنى تسحرون ) أي : تخدعون وتصرفون عن توحيده وطاعته ، والمعنى : كيف يخيل لكم الحق باطلا؟ (
بل أتيناهم بالحق ) بالصدق (
وإنهم لكاذبون ) فيما يدعون من الشريك (
ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ) أي : من شريك ، (
إذا لذهب كل إله بما خلق ) أي : تفرد بما خلقه فلم يرض أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره ، ومنع الإله الآخر من الاستيلاء على ما خلق . (
ولعلا بعضهم على بعض ) أي : طلب بعضهم مغالبة بعض كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم ، ثم نزه نفسه فقال : (
سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة ) قرأ أهل
المدينة والكوفة غير
حفص : " عالم " برفع الميم على الابتداء ، وقرأ الآخرون بجرها على نعت الله في سبحان الله ، (
فتعالى عما يشركون ) أي : تعظم عما يشركون ، ومعناه أنه أعظم من أن يوصف بهذا الوصف . قوله : (
قل رب إما تريني ) أي : إن أريتني ، (
ما يوعدون ) أي : ما أوعدتهم من العذاب . ( رب ) أي : يا رب ، (
فلا تجعلني في القوم الظالمين ) أي : لا تهلكني بهلاكهم . (
وإنا على أن نريك ما نعدهم ) من العذاب لهم ، ( لقادرون ) (
ادفع بالتي هي أحسن ) أي : ادفع بالخلة التي هي أحسن ، هي الصفح والإعراض والصبر ، ( السيئة ) يعني أذاهم ، أمرهم بالصبر على أذى المشركين والكف عن المقاتلة ، نسختها آية السيف (
نحن أعلم بما يصفون ) يكذبون ويقولون من الشرك .