[ ص: 76 ] (
لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا ( 16 )
ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ( 17 )
قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا ( 18 )
فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ( 19 ) )
(
لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا ) مطلوبا ، وذلك أن المؤمنين سألوا ربهم في الدنيا حين قالوا :
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ( آل عمران - 194 ) ، يقول : كان
أعطى الله المؤمنين جنة خلد وعدا ، وعدهم على طاعتهم إياه في الدنيا ومسألتهم إياه ذلك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : الطلب من الملائكة للمؤمنين وذلك قولهم :
ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ( غافر - 8 ) . ) ( ويوم يحشرهم ) قرأ
ابن كثير ،
وأبو جعفر ،
ويعقوب ، وحفص : " يحشرهم " بالياء ، وقرأ الباقون بالنون ، (
وما يعبدون من دون الله ) قال
مجاهد : من الملائكة والجن والإنس
وعيسى وعزير . وقال
عكرمة والضحاك والكلبي : يعني الأصنام ، ثم يخاطبهم ) ( فيقول ) قرأ
ابن عامر بالنون والآخرون بالياء ، (
أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ) أخطأوا الطريق . ) ( قالوا سبحانك ) نزهوا الله من أن يكون معه إله ، (
ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ) يعني : ما كان ينبغي لنا أن نوالي أعداءك ، بل أنت ولينا من دونهم . وقيل : ما كان لنا أن نأمرهم بعبادتنا ونحن نعبدك . وقرأ أبو جعفر " أن نتخذ " بضم النون وفتح الخاء ، فتكون " من " الثاني صلة . (
ولكن متعتهم وآباءهم ) في الدنيا بطول العمر والصحة والنعمة ، ) ( حتى نسوا الذكر ) تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن . وقيل : تركوا ذكرك وغفلوا عنه ، (
وكانوا قوما بورا ) يعني هلكى غلب عليهم الشقاء والخذلان ، رجل يقال له بائر ، وقوم بور ، وأصله من البوار وهو الكساد والفساد ، ومنه بوار السلعة وهو كسادها . وقيل هو اسم مصدر كالزور ، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث . (
فقد كذبوكم ) هذا خطاب مع المشركين ، أي : كذبكم المعبودون ، (
بما تقولون ) إنهم آلهة ، (
فما تستطيعون ) قرأ حفص بالتاء يعني العابدين ، وقرأ الآخرون بالياء يعني : الآلهة .
[ ص: 77 ] (
صرفا ) يعني : صرفا من العذاب عن أنفسهم ، (
ولا نصرا ) يعني : ولا نصر أنفسهم . وقيل : ولا نصركم أيها العابدون من عذاب الله بدفع العذاب عنكم . وقيل : " الصرف " : الحيلة ، ومنه قول العرب : إنه ليصرف ، أي : يحتال ، ) ( ومن يظلم ) يشرك ، (
منكم نذقه عذابا كبيرا )