[ ص: 84 ] (
ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ( 35 )
فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا ( 36 )
وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما ( 37 )
وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ( 38 ) )
(
ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ) معينا وظهيرا . (
فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا ) يعني القبط ، (
فدمرناهم ) فيه إضمار ، أي : فكذبوهما فدمرناهم ، (
تدميرا ) أهلكناهم إهلاكا . (
وقوم نوح لما كذبوا الرسل ) أي : الرسول ،
ومن كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل ، فلذلك ذكر بلفظ الجمع . (
أغرقناهم وجعلناهم للناس آية ) يعني : لمن بعدهم عبرة ، (
وأعتدنا للظالمين ) في الآخرة ، ) ( عذابا أليما ) سوى ما حل به من عاجل العذاب . (
وعادا وثمود ) أي : وأهلكنا
عادا وثمود ، ) (
وأصحاب الرس ) اختلفوا فيهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : كانوا أهل بئر قعودا عليها ، وأصحاب مواشي ، يعبدون الأصنام ، فوجه الله إليهم
شعيبا يدعوهم إلى الإسلام ، فتمادوا في طغيانهم ، وفي أذى
شعيب عليه السلام ، فبينما هم حول البئر في منازلهم انهارت البئر ، فخسف بهم وبديارهم ورباعهم ، فهلكوا جميعا . و " الرس " : البئر ، وكل ركية لم تطو بالحجارة والآجر فهو رس . وقال
قتادة والكلبي : " الرس " بئر بفلج اليمامة ، قتلوا نبيهم فأهلكهم الله - عز وجل - . وقال بعضهم : هم بقية
ثمود قوم
صالح ، وهم أصحاب البئر التي ذكر الله تعالى في قوله : "
وبئر معطلة وقصر مشيد " ( الحج - 45 ) . وقال
سعيد بن جبير : كان لهم نبي يقال له
حنظلة بن صفوان فقتلوه فأهلكهم الله تعالى . وقال
كعب ومقاتل nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : " الرس " : بئر
بأنطاكية قتلوا فيها
حبيبا النجار ، وهم الذين ذكرهم الله في سورة يس . وقيل : هم أصحاب الأخدود ، [ والرس هو الأخدود ] الذي حفروه . وقال
عكرمة : هم قوم رسوا نبيهم في بئر . وقيل : الرس المعدن ، وجمعه رساس .
[ ص: 85 ] (
وقرونا بين ذلك كثيرا ) أي : وأهلكنا قرونا كثيرا بين
عاد وأصحاب الرس .