(
وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا ( 60 )
تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ( 61 )
وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ( 62 ) )
[ ص: 92 ] (
وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن ) ما نعرف الرحمن إلا رحمن
اليمامة ، يعنون
مسيلمة الكذاب ، كانوا يسمونه رحمن
اليمامة . ) ( أنسجد لما تأمرنا ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " يأمرنا " بالياء ، أي : لما يأمرنا
محمد بالسجود له ، وقرأ الآخرون بالتاء ، أي : لما تأمرنا أنت يا
محمد ، ) ( وزادهم ) يعني : زادهم قول القائل لهم : " اسجدوا للرحمن " (
نفورا ) عن الدين والإيمان . قوله - عز وجل - (
تبارك الذي جعل في السماء بروجا ) قال
الحسن ومجاهد وقتادة : " البروج " : هي النجوم الكبار ، سميت بروجا لظهورها ، وقال
عطية العوفي : " بروجا " أي : قصورا فيها الحرس كما قال : "
ولو كنتم في بروج مشيدة " ( النساء - 78 ) . وقال
عطاء عن
ابن عباس : هي البروج الاثنا عشر التي هي منازل الكواكب السبعة السيارة ، وهي الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت ، فالحمل والعقرب بيتا المريخ ، والثور والميزان بيتا الزهرة ، والجوزاء والسنبلة بيتا عطارد ، والسرطان بيت القمر ، والأسد بيت الشمس ، والقوس والحوت بيتا المشترى ، والجدي والدلو بيتا زحل ، وهذه البروج مقسومة على الطبائع الأربع فيكون نصيب كل واحد منها ثلاثة بروج تسمى المثلثات ، فالحمل والأسد والقوس مثلثة نارية ، والثور والسنبلة والجدي مثلثة أرضية ، والجوزاء والميزان والدلو مثلثة هوائية ، والسرطان والعقرب والحوت مثلثة مائية .
) ( وجعل فيها سراجا ) يعني الشمس ، كما قال : "
وجعل الشمس سراجا " ( نوح - 16 ) ، وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " سرجا " بالجمع ، يعني النجوم . ) ( وقمرا منيرا ) والقمر قد دخل في " السرج " على قراءة من قرأ بالجمع ، غير أنه خصه بالذكر لنوع فضيلة ، كما قال : "
فيهما فاكهة ونخل ورمان " ( الرحمن - 68 ) ، خص النخل والرمان بالذكر مع دخولهما في الفاكهة . (
وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ) اختلفوا فيها ، قال
ابن عباس والحسن وقتادة : يعني خلفا وعوضا ، يقوم أحدهما مقام صاحبه ، فمن فاته عمله في أحدهما قضاه في الآخر .
[ ص: 93 ] قال
شقيق : جاء رجل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، قال فاتتني الصلاة الليلة ، فقال : أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك ، فإن الله - عز وجل - جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر . [ قال
مجاهد : يعني جعل كل واحد منهما مخالفا لصاحبه فجعل هذا أسود وهذا أبيض . وقال
ابن زيد وغيره ] يعني يخلف أحدهما صاحبه إذا ذهب أحدهما جاء الآخر فهما يتعاقبان في الضياء والظلمة والزيادة والنقصان . ) ( لمن أراد أن يذكر ) قرأ
حمزة بتخفيف الذال والكاف وضمها من الذكر ، وقرأ الآخرون بتشديدهما أي : يتذكر ويتعظ ) ( أو أراد شكورا ) قال
مجاهد : أي : شكر نعمة ربه عليه فيهما .