[ ص: 107 ] (
وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين ( 5 )
فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ( 6 )
أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ( 7 )
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( 8 )
وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( 9 )
وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين ( 10 ) )
(
وما يأتيهم من ذكر ) وعظ وتذكير ، (
من الرحمن محدث ) أي : محدث إنزاله ، فهو محدث في التنزيل . قال
الكلبي : كلما نزل شيء من القرآن بعد شيء فهو أحدث من الأول ، (
إلا كانوا عنه معرضين ) أي : عن الإيمان به . ) (
فقد كذبوا فسيأتيهم ) أي : فسوف يأتيهم ، ) (
أنباء ) أخبار وعواقب ، ) (
ما كانوا به يستهزئون ) (
أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج ) صنف وضرب ، ) ( كريم ) حسن من النبات مما يأكل الناس والأنعام ، يقال : نخلة كريمة إذا طاب حملها ، وناقة كريمة إذا كثر لبنها . قال
الشعبي : الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ، ومن دخل النار فهو لئيم ) (
إن في ذلك ) الذي ذكرت ، ) (
لآية ) دلالة على وجودي وتوحيدي وكمال قدرتي ، (
وما كان أكثرهم مؤمنين ) مصدقين ، أي : سبق علمي فيهم أن أكثرهم لا يؤمنون . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : " كان " هاهنا صلة ، مجازه : وما أكثرهم مؤمنين . (
وإن ربك لهو العزيز ) العزيز بالنقمة من أعدائه ، ) ( الرحيم ) ذو الرحمة بأوليائه . قوله - عز وجل - : ) (
وإذ نادى ربك موسى ) واذكر يا
محمد إذ نادى ربك
موسى حين رأى الشجرة والنار ، (
أن ائت القوم الظالمين ) يعني : الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية ، وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم وسومهم سوء العذاب .