[ ص: 116 ] (
وأزلفنا ثم الآخرين ( 64 )
وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ( 65 )
ثم أغرقنا الآخرين ( 66 )
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( 67 )
وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( 68 )
واتل عليهم نبأ إبراهيم ( 69 )
إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ( 70 )
قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ( 71 )
قال هل يسمعونكم إذ تدعون ( 72 )
أو ينفعونكم أو يضرون ( 73 )
( وأزلفنا ) يعني : وقربنا ( ثم الآخرين ) يعني : قوم
فرعون ، يقول : قدمناهم إلى البحر ، وقربناهم إلى الهلاك ، وقال
أبو عبيدة : " وأزلفنا " : جمعنا ، ومنه ليلة المزدلفة أي : ليلة الجمع . وفي القصة أن
جبريل كان بين بني إسرائيل وقوم
فرعون وكان يسوق بني إسرائيل ، ويقولون : ما رأينا أحسن سياقة من هذا الرجل ، وكان يزع قوم
فرعون ، وكانوا يقولون : ما رأينا أحسن زعة من هذا . (
وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ) . ( ثم أغرقنا الآخرين )
فرعون وقومه . وقال
سعيد بن جبير : كان البحر ساكنا قبل ذلك ، فلما ضربه
موسى بالعصا اضطرب فجعل يمد ويجزر . (
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) أي : من أهل
مصر ، قيل : لم يكن آمن من أهل
مصر إلا
آسية امرأة فرعون وحزبيل المؤمن ،
ومريم بنت ناقوسا التي دلت على عظام
يوسف عليه السلام . (
وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) العزيز في الانتقام من أعدائه ، الرحيم بالمؤمنين حين أنجاهم . قوله : (
واتل عليهم نبأ إبراهيم ) . قوله : (
إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ) أي شيء تعبدون ؟ . (
قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ) أي : نقيم على عبادتها . قال بعض أهل العلم : إنما قال : ) ( فنظل ) لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار ، دون الليل ، يقال : ظل يفعل كذا إذا فعل بالنهار . ) ( قال هل يسمعونكم ) أي : هل يسمعون دعاءكم ) ( إذ تدعون ) قال
ابن عباس يسمعون لكم . ) ( أو ينفعونكم ) قيل بالرزق ، ) ( أو يضرون ) إن تركتم عبادتها .