[ ص: 118 ] (
وإذا مرضت فهو يشفين ( 80 )
والذي يميتني ثم يحيين ( 81 )
والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ( 82 )
رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ( 83 ) (
واجعل لي لسان صدق في الآخرين ( 84 )
واجعلني من ورثة جنة النعيم ( 85 ) )
( وإذا مرضت ) أضاف المرض إلى نفسه وإن كان المرض والشفاء كله من الله ، استعمالا لحسن الأدب كما قال
الخضر : "
فأردت أن أعيبها " ( الكهف - 79 ) ، وقال : "
فأراد ربك أن يبلغا أشدهما " ( الكهف - 82 ) . ) ( فهو يشفين ) أي : يبرئني من المرض . (
والذي يميتني ثم يحيين ) أدخل " ثم " هاهنا للتراخي ، أي : يميتني في الدنيا ويحييني في الآخرة . ) ( والذي أطمع ) أي : أرجو ، (
أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) أي : خطاياي يوم الحساب . قال
مجاهد : هو قوله : " إني سقيم " ، وقوله : " بل فعله كبيرهم هذا " ، وقوله
لسارة : " هذه أختي " ، وزاد
الحسن وقوله للكواكب : " هذا ربي " . وأخبرنا
إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا
عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا
محمد بن عيسى الجلودي ، أخبرنا
إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا
مسلم بن الحجاج ، حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ، عن
داود ، عن
الشعبي ، عن
مسروق ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=815230عن عائشة قال : قلت يا رسول الله : ابن جدعان ، كان في الجاهلية يصل الرحم ، ويطعم المساكين ، فهل ذاك نافعه ؟ قال : " لا ينفعه إنه لم يقل يوما ، رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " وهذا كله احتجاج من
إبراهيم على قومه ، وإخبار أنه لا يصلح للإلهية من لا يفعل هذه الأفعال . (
رب هب لي حكما ) قال
ابن عباس : معرفة حدود الله وأحكامه . وقال
مقاتل : الفهم والعلم . وقال
الكلبي : النبوة (
وألحقني بالصالحين ) بمن قبلي من النبيين في المنزلة والدرجة . (
واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) أي : ثناء حسنا ، وذكرا جميلا وقبولا عاما في الأمم التي تجيء بعدي ، فأعطاه الله ذلك ، فجعل كل أهل الأديان يتولونه ويثنون عليه . قال
القتيبي : وضع اللسان موضع القول على الاستعارة لأن القول يكون به . (
واجعلني من ورثة جنة النعيم ) أي : ممن تعطيه جنة النعيم .