[ ص: 122 ] (
قال رب إن قومي كذبون ( 117 )
فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ( 118 )
فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ( 119 )
ثم أغرقنا بعد الباقين ( 120 )
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( 121 )
وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( 122 )
كذبت عاد المرسلين ( 123 )
إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون ( 124 )
إني لكم رسول أمين ( 125 )
فاتقوا الله وأطيعون ( 126 )
وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ( 127 )
أتبنون بكل ريع آية تعبثون ( 128 )
(
قال رب إن قومي كذبون فافتح ) فاحكم ، (
بيني وبينهم فتحا ) حكما ،
( ونجني ومن معي من المؤمنين فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ) الموقر المملوء من الناس والطير والحيوان كلها . (
ثم أغرقنا بعد الباقين ) أي : أغرقنا بعد إنجاء نوح وأهله : من بقي من قومه . (
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) قوله - عز وجل - : (
كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ) يعني في النسب لا في الدين ، ( ألا تتقون ) (
إني لكم رسول أمين ) على الرسالة ، قال
الكلبي : أمين فيكم قبل الرسالة ، فكيف تتهمونني اليوم ؟ . (
فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ) ( أتبنون بكل ريع ) قال
الوالبي عن
ابن عباس : أي : بكل شرف . وقال
الضحاك ومقاتل والكلبي : بكل طريق ، وهو رواية
العوفي عن
ابن عباس ، وعن
مجاهد قال : هو الفج بين الجبلين . وعنه أيضا : إنه المنظرة . ( آية ) أي : علامة ، ( تعبثون ) بمن مر بالطريق ، والمعنى : أنهم كانوا يبنون المواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة والسابلة فيسخروا منهم ويعبثوا بهم . وعن
سعيد بن جبير ومجاهد : هذا في بروج الحمام أنكر عليهم هود اتخاذها ، بدليل قوله : ( تعبثون ) أي : تلعبون ، وهم كانوا
[ ص: 123 ] يلعبون بالحمام . وقال أبو عبيدة : الريع : المكان المرتفع .