[ ص: 127 ] (
ثم دمرنا الآخرين ( 172 )
وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ( 173 )
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( 174 )
وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( 175 )
كذب أصحاب الأيكة المرسلين ( 176 )
إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ( 177 )
إني لكم رسول أمين ( 178 )
فاتقوا الله وأطيعون ( 179 )
وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ( 180 )
أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ( 181 )
وزنوا بالقسطاس المستقيم ( 182 )
ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 183 ) )
(
واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ( 184 ) )
(
ثم دمرنا الآخرين ) أي : أهلكناكم . (
وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ) قال وهب بن منبه : الكبريت والنار . (
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) قوله - عز وجل - : ) (
كذب أصحاب الأيكة المرسلين ) وهم قوم
شعيب عليه السلام ، قرأ
العراقيون : " الآيكة " هاهنا وفي " ص " بالهمزة وسكون اللام وكسر التاء ، وقرأ الآخرون : " ليكة " بفتح اللام والتاء غير مهموز ، جعلوها اسم البلد ، وهو لا ينصرف ، ولم يختلفوا في سورة " الحجر " و " ق " أنهما مهموزان مكسوران ، والأيكة : الغيضة من الشجر الملتف . (
إذ قال لهم شعيب ) ولم يقل أخوهم; لأنه لم يكن من
أصحاب الأيكة في النسب ، فلما ذكر
مدين قال أخاهم
شعيبا لأنه كان منهم ، وكان الله تعالى بعثه إلى قومه
أهل مدين وإلى
أصحاب الأيكة . ) ( ألا تتقون ) (
إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ) وإنما كانت دعوة هؤلاء الأنبياء كلهم فيما حكى الله عنهم على صيغة واحدة لاتفاقهم على الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة والامتناع من أخذ الأجر على الدعوة وتبليغ الرسالة . (
أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ) الناقصين لحقوق الناس بالكيل والوزن .
[ ص: 128 ] ) (
وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين واتقوا الذي خلقكم والجبلة ) الخليقة ، ) ( الأولين ) يعني : الأمم المتقدمين ، والجبلة : الخلق ، يقال : جبل أي : خلق .