[ ص: 129 ] (
وإنه لفي زبر الأولين ( 196 )
أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ( 197 )
ولو نزلناه على بعض الأعجمين ( 198 )
فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ( 199 )
كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ( 200 ) )
( وإنه ) أي : ذكر إنزال القرآن ، قاله أكثر المفسرين . وقال
مقاتل : ذكر
محمد - صلى الله عليه وسلم - ونعته ، (
لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية ) [ قرأ
ابن عامر : " تكن " بالتاء " آية " بالرفع ، جعل الآية اسما وخبره : ) ( أن يعلمه ) وقرأ الآخرون بالياء ، " آية " نصب ، جعلوا الآية خبر يكن ، معناه : أولم يكن لهؤلاء المنكرين علم بني إسرائيل آية ، أي : علامة ودلالة على نبوة
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، لأن العلماء الذين كانوا من بني إسرائيل ، كانوا يخبرون بوجود ذكره في كتبهم ، وهم :
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأصحابه . قال
ابن عباس : بعث
أهل مكة إلى
اليهود وهم
بالمدينة فسألوهم عن
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : إن هذا لزمانه ، وإنا نجد في التوراة نعته وصفته ، فكان ذلك آية على صدقه .
قوله تعالى : ) ( أن يعلمه ) يعني : يعلم
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، (
علماء بني إسرائيل ) قال
عطية : كانوا خمسة :
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ،
وابن يامين ،
وثعلبة ،
وأسد ،
وأسيد . ) ( ولو نزلناه ) يعني القرآن ، ) ( على بعض الأعجمين ) جمع الأعجمي ، وهو الذي لا يفصح ولا يحسن العربية وإن كان عربيا في النسب ، والعجمي : منسوب إلى العجم ، وإن كان فصيحا . ومعنى الآية : ولو نزلناه على رجل ليس بعربي اللسان . ) ( فقرأه عليهم ) بغير لغة العرب ، (
ما كانوا به مؤمنين ) وقالوا : ما نفقه قولك ، نظيره قوله - عز وجل - : "
ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته " ( فصلت - 44 ) ، وقيل : معناه ولو نزلناه على رجل ليس من العرب لما آمنوا به أنفة من اتباعه . (
كذلك سلكناه ) قال
ابن عباس ،
والحسن ،
ومجاهد : أدخلنا الشرك والتكذيب (
في قلوب المجرمين )