(
وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( 226 )
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ( 227 ) )
(
وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) أي : يكذبون في شعرهم ، يقولون : فعلنا وفعلنا ، وهم كذبة . أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أخبرنا
أبو القاسم البغوي ، حدثنا
علي بن الجعد ، أخبرنا
شعبة عن
الأعمش ، عن
ذكوان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815237 " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ، خير له من أن يمتلئ شعرا " ثم استثنى شعراء المسلمين الذين كانوا يجيبون شعراء الجاهلية ، ويهجون شعراء الكفار ، وينافحون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، منهم
حسان بن ثابت ،
nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=331وكعب بن مالك ، فقال : (
( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا
أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14642إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14386أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
معمر عن
الزهري ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=815238عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قد أنزل في الشعر ما أنزل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل " .
[ ص: 137 ]
أخبرنا
عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أخبرنا
أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ، أخبرنا
الهيثم بن كليب ، أخبرنا
أبو عيسى الترمذي ، حدثنا
إسحاق بن منصور ، أخبرنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
جعفر بن سليمان ، حدثنا
ثابت ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=815239عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء nindex.php?page=showalam&ids=82وابن رواحة يمشي بين يديه ويقول :
خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
فقال له عمر : يا ابن رواحة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله تقول الشعر ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " خل عنه يا عمر ، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل " أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا
محمد بن يوسف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، حدثنا
حجاج بن منهال ، حدثنا
شعبة ، أخبرني
عدي أنه سمع
البراء قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815282قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان : " اهجهم أو هاجهم وجبريل معك " .
أخبرنا
عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أخبرنا
أبو القاسم الخزاعي ، أخبرنا
الهيثم بن كليب ، حدثنا
أبو عيسى ، حدثنا
إسماعيل بن موسى الفزاري nindex.php?page=showalam&ids=16609وعلي بن حجر - المعنى واحد - قالا حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=815283عن عائشة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع nindex.php?page=showalam&ids=144لحسان بن ثابت منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ينافح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يؤيد حسان بروح القدس ، ما ينافح أو يفاخر عن رسول الله " . أخبرنا
إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا
عبد الغفار بن محمد ، حدثنا
محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا
إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا
مسلم بن الحجاج ، حدثنا
عبد الملك بن شعيب بن الليث ،
[ ص: 138 ] حدثني أبي عن جدي ، حدثنا
خالد بن زيد ، حدثني
سعيد بن أبي هلال عن
عمارة بن غزية ، عن
محمد بن إبراهيم ، عن أبي عن
سلمة بن عبد الرحمن عن
عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815284 " اهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق النبل " ، فأرسل إلى ابن رواحة فقال : " اهجهم " ، فهجاهم فلم يرض ، فأرسل إلى nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت ، فلما دخل عليه قال حسان : قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم أدلع لسانه ، فجعل يحركه ، فقال : والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تعجل ، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها ، وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي " ، فأتاه حسان ثم رجع ، فقال : يا رسول الله قد خلص لي نسبك ، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين . قالت عائشة : فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان : " إن روح القدس لا يزال يؤيدك ، ما نافحت عن الله ورسوله " ، وقالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " هجاهم حسان فشفى واشتفى " ، قال حسان :
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدا برا حنيفا رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا وروح القدس ليس له كفاء
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا
محمد بن يوسف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، حدثنا
أبو اليمان ، أخبرنا
شعيب عن
الزهري ، أخبرني
أبو بكر بن عبد الرحمن أن
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم أخبره أن
عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن
أبي بن كعب أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815285 " إن من الشعر لحكمة " قالت
عائشة رضي الله تعالى عنها : الشعر كلام ، فمنه حسن ، ومنه قبيح ، فخذ الحسن ودع القبيح وقال
الشعبي : كان
أبو بكر رضي الله تعالى عنه يقول الشعر ، وكان
عمر رضي الله تعالى عنه يقول الشعر ، وكان
علي رضي الله تعالى عنه أشعر الثلاثة .
[ ص: 139 ]
وروي عن
ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان ينشد الشعر في المسجد ويستنشده; فروي أنه دعا
عمر بن أبي ربيعة المخزومي فاستنشده القصيدة التي قالها فقال :
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر
فأنشده
ابن أبي ربيعة القصيدة إلى آخرها ، وهي قريبة من سبعين بيتا ، ثم إن
ابن عباس أعاد القصيدة جميعها ، وكان حفظها بمرة واحدة . (
وذكروا الله كثيرا ) أي : لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله (
وانتصروا من بعد ما ظلموا ) قال
مقاتل : انتصروا من المشركين ، لأنهم بدءوا بالهجاء . ثم أوعد شعراء المشركين فقال : (
وسيعلم الذين ظلموا ) أشركوا وهجوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (
أي منقلب ينقلبون ) أي مرجع يرجعون بعد الموت . قال
ابن عباس - رضي الله عنهما - : إلى جهنم والسعير . والله أعلم .