(
وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ( 24 )
ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ( 25 )
الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ( 26 )
قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ( 27 )
[ ص: 157 ]
) (
ألا يسجدوا ) قرأ
أبو جعفر nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " ألا يسجدوا " بالتخفيف ، وإذا وقفوا يقفون " ألا يا " : ألا يا ثم يبتدئون : " اسجدوا " ، على معنى : ألا يا هؤلاء اسجدوا ، وجعلوه أمرا من عند الله مستأنفا ، وحذفوا هؤلاء اكتفاء بدلالة " يا " عليها ، وذكر بعضهم سماعا من العرب : ألا يا ارحمونا ، يريدون ألا يا قوم ، وقال
الأخطل :
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بكر وإن كان حيانا عدا آخر الدهر
يريد : ألا يا اسلمي يا
هند ، وعلى هذا يكون قوله " ألا " كلاما معترضا من غير القصة ، إما من الهدهد ، وإما من سليمان . قال
أبو عبيدة : هذا أمر من الله مستأنف يعني : يا أيها الناس اسجدوا . وقرأ الآخرون : " ألا يسجدوا " بالتشديد ، بمعنى : وزين لهم الشيطان أعمالهم لئلا يسجدوا (
لله الذي يخرج الخبء ) أي : الخفي المخبأ ) ( في السماوات والأرض ) أي : ما خبأت . قال أكثر المفسرين : خبء السماء : المطر ، وخبء الأرض : النبات . وفي قراءة
عبد الله : " يخرج الخبء من السماوات والأرض " ، و " من " و " في " يتعاقبان ، تقول العرب : لأستخرجن العلم فيكم ، يريد : منكم . وقيل : معنى " الخبء " الغيب ، يريد : يعلم غيب السماوات والأرض . (
ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) قرأ
الكسائي ،
وحفص ، عن
عاصم : بالتاء فيهما ، لأن أول الآية خطاب على قراءة
الكسائي بتخفيف ألا وقرأ الآخرون بالياء . (
الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) أي : هو المستحق للعبادة والسجود لا غيره . وعرش ملكة
سبأ وإن كان عظيما فهو صغير حقير في جنب عرشه - عز وجل - ، تم هاهنا كلام الهدهد ، فلما فرغ الهدهد من كلامه . ) ( قال )
سليمان للهدهد : ) ( سننظر أصدقت ) فيما أخبرت ) ( أم كنت من الكاذبين ) ؟ فدلهم الهدهد على الماء ، فاحتفروا الركايا وروي الناس والدواب ، ثم كتب
سليمان كتابا : من
عبد الله سليمان بن داود إلى
بلقيس ملكة
سبأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام على من اتبع الهدى ،
[ ص: 158 ] أما بعد : فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج لم يزد
سليمان على ما قص الله في كتابه . وقال
قتادة : وكذلك الأنبياء كانت تكتب جملا لا يطيلون ولا يكثرون . فلما كتب الكتاب طبعه بالمسك وختمه بخاتمه . فقال للهدهد (
اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم )