(
وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ( 12 )
فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 13 ) (
ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ( 14 ) )
(
وحرمنا عليه المراضع ) والمراد من التحريم المنع ، والمراضع : جمع المرضع ، ( من قبل ) أي : من قبل مجيء
أم موسى ، فلما رأت أخت
موسى التي أرسلتها أمه في طلبه ذلك قالت لهم : هل أدلكم ؟ وفي القصة أن
موسى مكث ثمان ليال لا يقبل ثديا ويصيح وهم في طلب مرضعة له .
( فقالت ) يعني أخت
موسى : (
هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه ) أي : يضمنونه ( لكم ) ويرضعونه ، وهي امرأة قد قتل ولدها فأحب شيء إليها أن تجد صغيرا ترضعه ، (
وهم له ناصحون ) والنصح ضد الغش ، وهو تصفية العمل من شوائب الفساد . قالوا : نعم فأتينا بها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : لما قالت أخت
موسى : " وهم له ناصحون " أخذوها وقالوا : إنك قد عرفت هذا الغلام فدلينا على أهله . فقالت : ما أعرفه ، وقلت : هم للملك ناصحون . وقيل : إنها قالت : إنما قلت هذا رغبة في سرور الملك واتصالنا به . وقيل إنها لما قالت : " هل أدلكم على أهل بيت " قالوا لها : من ؟ قالت : أمي قالوا : ولأمك ابن ؟ قالت : نعم
هارون ، وكان
هارون ولد في سنة لا يقتل فيها . قالوا : صدقت ، فأتينا بها ، فانطلقت إلى أمها وأخبرتها بحال ابنها ، وجاءت بها إليهم ، فلما وجد الصبي ريح أمه قبل ثديها ، وجعل يمصه حتى امتلأ جنباه ريا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كانوا يعطونها كل يوم دينارا فذلك قوله تعالى : (
فرددناه إلى أمه كي تقر عينها )
(
فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ) برد
موسى إليها ، ( ولا تحزن ) أي : ولئلا تحزن . (
ولتعلم أن وعد الله حق ) برده إليها . (
ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن الله وعدها رده إليها .
( ولما بلغ أشده ) قال
الكلبي : الأشد ما بين ثماني عشرة سنة إلى ثلاثين سنة . قال
مجاهد [ ص: 196 ] وغيره : ثلاث وثلاثون سنة . ( واستوى ) أي : بلغ أربعين سنة ، ورواه
سعيد بن جبير عن
ابن عباس ، وقيل : استوى انتهى شبابه ( آتيناه حكما وعلما ) أي : الفقه والعقل والعلم في الدين ، فعلم موسى وحكم قبل أن يبعث نبيا ، ( وكذلك نجزي المحسنين )