[ ص: 229 ] [ ص: 230 ] [ ص: 231 ] سورة العنكبوت
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم (
الم ( 1 )
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ( 2 ) )
(
الم أحسب الناس ) أظن الناس (
أن يتركوا ) بغير اختبار ولا ابتلاء ) ( أن يقولوا ) [ أي : بأن يقولوا (
آمنا وهم لا يفتنون ) لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم ؟ كلا لنختبرنهم لنبين المخلص من المنافق والصادق من الكاذب .
واختلفوا في سبب نزول هذه الآية قال
الشعبي : نزلت في أناس كانوا
بمكة قد أقروا بالإسلام ، فكتب إليهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنه لا يقبل منكم إقرار بالإسلام حتى تهاجروا ، فخرجوا عامدين إلى المدينة فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا ، فأنزل الله هاتين الآيتين .
[ ص: 232 ]
وكان
ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أراد بالناس الذين آمنوا
بمكة :
سلمة بن هشام ، وعياش بن ربيعة ، والوليد بن الوليد nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر وغيرهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر ، كان يعذب في الله - عز وجل - . وقال
مقاتل : نزلت في
مهجع بن عبد الله مولى عمر ، كان
أول قتيل من المسلمين يوم بدر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815300 " سيد الشهداء مهجع ، وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة " ، فجزع أبواه وامرأته فأنزل الله فيهم هذه الآية . وقيل : " وهم لا يفتنون " بالأوامر والنواهي ، وذلك أن الله - تعالى - أمرهم في الابتداء بمجرد الإيمان ، ثم فرض عليهم الصلاة ، والزكاة ، وسائر الشرائع ، فشق على بعضهم ، فأنزل الله هذه الآية ، ثم عزاهم فقال : (
ولقد فتنا الذين من قبلهم )