[ ص: 238 ] ) (
والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم ( 23 ) (
فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( 24 )
وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ( 25 )
فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم ( 26 ) )
(
والذين كفروا بآيات الله ولقائه ) بالقرآن وبالبعث (
أولئك يئسوا من رحمتي ) جنتي (
أولئك لهم عذاب أليم ) فهذه الآيات في تذكير أهل
مكة وتحذيرهم ، وهي معترضة في قصة
إبراهيم ، فقال جل ذكره : (
فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار )
(
فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار ) وجعلها عليه بردا وسلاما (
إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ) يصدقون .
) ( وقال ) يعني
إبراهيم لقومه : (
إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم ) قرأ
ابن كثير ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وأبو عمرو ، ويعقوب : " مودة " رفعا بلا تنوين " بينكم " خفضا بالإضافة على معنى : إن الذين اتخذتم من دون الله أوثانا هي مودة بينكم (
في الحياة الدنيا ) ثم تنقطع ولا تنفع في الآخرة . ونصب
حمزة ، وحفص : " مودة " من غير تنوين على الإضافة بوقوع الاتخاذ عليها . وقرأ الآخرون " مودة " منصوبة منونة " بينكم " بالنصب معناه : إنكم إنما اتخذتم هذه الأوثان مودة بينكم في الحياة الدنيا تتواردون على عبادتها وتتواصلون عليها في الدنيا . (
ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ) تتبرأ الأوثان من عابديها ، وتتبرأ القادة من الأتباع ، وتلعن الأتباع القادة ) ( ومأواكم ) جميعا العابدون والمعبودون (
النار وما لكم من ناصرين )
(
فآمن له لوط ) يعني : صدقه ، وهو أول من صدق
إبراهيم وكان ابن أخيه ) ( وقال ) يعني
إبراهيم ، (
إني مهاجر إلى ربي ) فهاجر من كوثى ، وهو من سواد
الكوفة ، إلى
حران ثم إلى
الشام ، ومعه
لوط وامرأته
سارة ، وهو أول من هاجر . قال
مقاتل : هاجر
إبراهيم - عليه السلام - وهو ابن خمس وسبعين سنة ، (
إنه هو العزيز الحكيم )