[ ص: 244 ] ) (
خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين ( 44 )
اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ( 45 ) )
قوله - عز وجل - : (
خلق الله السماوات والأرض بالحق ) أي : للحق وإظهار الحق ) ( إن في ذلك ) في خلقها ) ( لآية ) لدلالة ) ( للمؤمنين ) على قدرته وتوحيده .
(
اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) يعني القرآن (
وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) الفحشاء : ما قبح من الأعمال ، والمنكر : ما لا يعرف في الشرع . قال
ابن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس :
في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله ، فمن لم تأمره صلاته بالمعروف ، ولم تنهه عن المنكر ، لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا .
وقال
الحسن ، وقتادة : من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فصلاته وبال عليه . وروي عن
أنس قال :
كان فتى من الأنصار يصلي الصلوات الخمس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لا يدع شيئا من الفواحش إلا ركبه ، فوصف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاله فقال : " إن صلاته تنهاه يوما " [ ص: 245 ] فلم يلبث أن تاب وحسن حاله . وقال
ابن عون : معنى الآية أن الصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر ما دام فيها .
وقيل : أراد بالصلاة القرآن ، كما قال تعالى : "
ولا تجهر بصلاتك " ( الإسراء - 110 ) أي : بقراءتك ، وأراد أنه يقرأ القرآن في الصلاة ، فالقرآن ينهاه عن الفحشاء والمنكر . أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
عبد الرحمن بن أبي شريح ، أخبرنا
أبو القاسم البغوي ، أخبرنا
علي بن الجعد ، أخبرنا
قيس بن الربيع ، عن
الأعمش ، عن
أبي سفيان ، عن
جابر قال : قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - :
إن رجلا يقرأ القرآن الليل كله فإذا أصبح سرق ، قال : " ستنهاه قراءته " .
وفي رواية
قيل : يا رسول الله إن فلانا يصلي بالنهار ويسرق بالليل ، فقال : " إن صلاته لتردعه " . قوله - عز وجل - : (
ولذكر الله أكبر ) أي :
ذكر الله أفضل الطاعات . أخبرنا
أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أخبرنا
أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ببغداد ، أخبرنا
أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، أخبرنا
أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، [ ص: 246 ] أخبرنا
هارون بن معروف أبو علي الضرير ، أخبرنا
أنس بن عياض ، حدثنا
عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن
زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش ، عن
أبي تجرية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815305 " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وأن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم " ؟ قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : " ذكر الله " .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أخبرنا
أبو جعفر بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، أخبرنا
حميد بن زنجويه ، أخبرنا
أبو الأسود ، أخبرنا
ابن لهيعة عن
دراج ، عن
أبي السمح ، عن
أبي الهيثم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=815306أنه سئل أي ، العباد أفضل ، درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا " قالوا : يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ فقال : " لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر أو يختضب دما ، لكان الذاكر الله كثيرا أفضل منه درجة " . وروينا أن أعرابيا قال :
يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : " أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله " .
أخبرنا
إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني ، أخبرنا
عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا
محمد بن عيسى الجلودي ، أخبرنا
إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أخبرنا
مسلم بن الحجاج القشيري ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12330أمية بن بسطام العيشي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد ، يعني : ( ابن زريع ) ، أخبرنا
روح بن القاسم ، عن
العلاء ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815308كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان ، [ ص: 247 ] فقال : " سيروا ، هذا جمدان ، سبق المفردون " ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " .
أخبرنا
أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، أخبرنا
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، أخبرنا
خلاد بن أسلم ، حدثنا
النضر ، أخبرنا
شعبة ، عن
أبي إسحاق قال : سمعت
الأغر قال : أشهد على
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815309 " لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده " . وقال قوم : معنى قوله : " ولذكر الله أكبر " أي : ذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه . ويروى ذلك عن
ابن عباس ، وهو قول
مجاهد ، وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، ويروى ذلك مرفوعا عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن
نافع عن
ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال
عطاء في قوله : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " ، قال : ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية . (
والله يعلم ما تصنعون ) قال
عطاء : يريد لا يخفى عليه شيء .