[ ص: 249 ] (
وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ( 47 )
وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ( 48 ) )
قوله تعالى : ) ( وكذلك ) أي : كما أنزلنا إليهم الكتب (
أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ) يعني : مؤمني أهل الكتاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأصحابه ) ( ومن هؤلاء ) يعني : أهل
مكة ، (
من يؤمن به ) وهم مؤمنوا أهل
مكة (
وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ) ، وذلك أن اليهود عرفوا أن
محمدا نبي ، والقرآن حق ، فجحدوا . قال
قتادة : الجحود إنما يكون بعد المعرفة .
(
وما كنت تتلو ) يا
محمد ، (
من قبله من كتاب ) من قبل ما أنزلنا إليك الكتاب (
ولا تخطه بيمينك ) ولا تكتبه ، أي : لم تكن تقرأ ولا تكتب قبل الوحي (
إذا لارتاب المبطلون ) يعني لو كنت تكتب أو تقرأ الكتب قبل الوحي لشك المبطلون المشركون من
أهل مكة ، وقالوا : إنه يقرؤه من كتب الأولين وينسخه منها ، قاله
قتادة . وقال
مقاتل : " المبطلون " هم
اليهود ، ومعناه : إذا لشكوا فيك واتهموك ، وقالوا إن الذي نجد نعته في التوراة أمي لا يقرأ ولا يكتب وليس هذا على ذلك النعت .