[ ص: 251 ] ) (
ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ( 53 )
يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ( 54 )
يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون ( 55 )
يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ( 56 ) )
(
ويستعجلونك بالعذاب ) نزلت في
النضر بن الحارث حين قال : فأمطر علينا حجارة من السماء (
ولولا أجل مسمى ) قال
ابن عباس : ما وعدتك أني لا أعذب قومك ولا أستأصلهم وأؤخر عذابهم إلى يوم القيامة كما قال : " بل الساعة موعدهم " ( القمر - 46 ) ، وقال
الضحاك : مدة أعمارهم ، لأنهم إذا ماتوا صاروا إلى العذاب ، وقيل : يوم
بدر ، (
لجاءهم العذاب وليأتينهم ) يعني : العذاب وقيل الأجل (
بغتة وهم لا يشعرون ) بإتيانه .
(
يستعجلونك بالعذاب ) أعاده تأكيدا (
وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) جامعة لهم لا يبقى أحد منهم إلا دخلها .
(
يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) يعني : إذا غشيهم العذاب أحاطت بهم جهنم ، كما قال : " لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش " ( الأعراف - 41 ) (
ويقول ذوقوا ) قرأ
نافع ، وأهل
الكوفة : " ويقول " بالياء ، أي : ويقول لهم الموكل بعذابهم : ذوقوا ، وقرأ الآخرون بالنون; لأنه لما كان بأمره نسب إليه (
ما كنتم تعملون ) أي : جزاء ما كنتم تعملون .
( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ) قال
مقاتل والكلبي : نزلت في ضعفاء مسلمي
مكة ، يقول : إن كنتم في ضيق
بمكة من إظهار الإيمان فاخرجوا منها إلى أرض
المدينة ، إن أرضي - يعني
المدينة - واسعة آمنة . قال
مجاهد : إن أرضي
المدينة واسعة فهاجروا وجاهدوا فيها . وقال
سعيد بن جبير : إذا عمل في أرض بالمعاصي فاخرجوا منها فإن أرضي واسعة . وقال
عطاء : إذا أمرتم بالمعاصي فاهربوا فإن أرضي واسعة . وكذلك يجب على كل من كان في بلد يعمل فيها
[ ص: 252 ] بالمعاصي ولا يمكنه تغيير ذلك أن يهاجر إلى حيث يتهيأ له العبادة . وقيل : نزلت في قوم تخلفوا عن الهجرة
بمكة ، وقالوا : نخشى ، إن هاجرنا ، من الجوع وضيق المعيشة ، فأنزل الله هذه الآية ولم يعذرهم بترك الخروج . وقال
مطرف بن عبد الله : " أرضي واسعة " أي : رزقي لكم واسع فاخرجوا .