[ ص: 256 ] ) (
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ( 68 )
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ( 69 ) )
( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) فزعم أن لله شريكا وأنه أمر بالفواحش (
أو كذب بالحق )
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن (
لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ) استفهام بمعنى التقرير ، معناه : أما لهذا الكافر المكذب مأوى في جهنم .
(
والذين جاهدوا فينا ) الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا (
لنهدينهم سبلنا ) لنثبتنهم على ما قاتلوا عليه . وقيل : لنزيدنهم هدى كما قال : "
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى " ( مريم - 76 ) ، وقيل : لنوفقنهم لإصابة الطريق المستقيمة ، والطريق المستقيمة هي التي يوصل بها إلى رضا الله - عز وجل - . قال
سفيان بن عيينة : إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور ، فإن الله قال : (
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) وقيل : المجاهدة هي
الصبر على الطاعات . قال
الحسن : أفضل الجهاد مخالفة الهوى . وقال
الفضيل بن عياض : والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به . وقال
سهل بن عبد الله : والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة . وروي عن
ابن عباس : والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا . (
وإن الله لمع المحسنين ) بالنصر والمعونة في دنياهم وبالثواب والمغفرة في عقباهم .