(
ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ( 10 )
الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون ( 11 )
ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ( 12 )
ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين ( 13 )
ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ( 14 ) )
(
ثم كان عاقبة الذين أساءوا ) أي : أساؤوا العمل ) ( السوأى ) يعني : الخلة التي تسوؤهم وهي النار ، وقيل : " السوأى " اسم لجهنم ، كما أن " الحسنى " اسم للجنة ) ( أن كذبوا ) أي : لأن كذبوا . وقيل تفسير " السوأى " ما بعده ، وهو قوله : " أن كذبوا " يعني : ثم كان عاقبة المسيئين التكذيب حملهم تلك السيئات على أن كذبوا (
أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ) قرأ أهل
الحجاز والبصرة : " عاقبة " بالرفع ، أي : ثم كان آخر أمرهم السوء ، وقرأ الآخرون بالنصب على خبر كان ، تقديره : ثم كان السوأى عاقبة الذين أساءوا . قوله تعالى : (
الله يبدأ الخلق ثم يعيده ) أي : يخلقهم ابتداء ثم يعيدهم بعد الموت أحياء ، ولم يقل : يعيدهم ، رده إلى الخلق (
ثم إليه ترجعون ) فيجزيهم بأعمالهم . قرأ
أبو عمرو ، وأبو بكر : " يرجعون " بالياء ، والآخرون بالتاء . (
ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) قال
قتادة ، والكلبي : ييأس المشركون من كل خير . وقال
الفراء : ينقطع كلامهم وحجتهم . وقال
مجاهد : يفتضحون . (
ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين ) جاحدين متبرئين يتبرءون منها وتتبرأ منهم . (
ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) أي : يتميز أهل الجنة من أهل النار . وقال
مقاتل : يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار فلا يجتمعون أبدا .