(
ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ( 25 )
وله من في السماوات والأرض كل له قانتون ( 26 )
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ( 27 ) )
(
ومن آياته يريكم البرق خوفا ) للمسافر من الصواعق ) ( وطمعا ) للمقيم في المطر . (
وينزل من السماء ماء فيحيي به ) يعني بالمطر (
الأرض بعد موتها ) أي : بعد يبسها
[ ص: 267 ] وجدوبتها (
إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) قال ابن مسعود : قامتا على غير عمد بأمره . وقيل : يدوم قيامها بأمره (
ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض ) قال
ابن عباس : من القبور (
إذا أنتم تخرجون ) منها ، وأكثر العلماء على أن معنى الآية : ثم إذا دعاكم دعوة إذا أنتم تخرجون من الأرض . (
وله من في السماوات والأرض كل له قانتون ) مطيعون ، قال
الكلبي : هذا خاص لمن كان منهم مطيعا . وعن
ابن عباس : كل له مطيعون في الحياة والبقاء والموت والبعث وإن عصوا في العبادة . (
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ) يخلقهم أولا ثم يعيدهم بعد الموت للبعث (
وهو أهون عليه ) قال الربيع بن خيثم ،
والحسن ، وقتادة ، والكلبي : أي : هو هين عليه وما شيء عليه بعزيز ، وهو رواية
العوفي عن
ابن عباس . وقد يجيء أفعل بمعنى الفاعل كقول
الفرزدق ؟ إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
أي : عزيزة طويلة .
وقال
مجاهد وعكرمة : " وهو أهون عليه " : أي : أيسر ، ووجهه أنه على طريق ضرب المثل ،
[ ص: 268 ] أي : هو أهون عليه على ما يقع في عقولكم ، فإن الذي يقع في عقول الناس أن الإعادة تكون أهون من الإنشاء ، أي : الابتداء . وقيل : هو أهون عليه عندكم وقيل : هو أهون عليه ، أي : على الخلق ، يقومون بصيحة واحدة ، فيكون أهون عليهم من أن يكونوا نطفا ، ثم علقا ثم مضغا إلى أن يصيروا رجالا ونساء ، وهذا معنى رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن
الكلبي عن
أبي صالح عن
ابن عباس . (
وله المثل الأعلى ) أي : الصفة العليا (
في السماوات والأرض ) قال
ابن عباس : هي أنه ليس كمثله شيء . وقال
قتادة : هي أنه لا إله إلا هو ) ( وهو العزيز ) في ملكه ) ( الحكيم ) في خلقه .